مقارنة تاريخية
حكم الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله قرابة 20سنة (1958-1978)
وحكم الرئيس معاوية ولد الطايع فترة مماثلة تقريبا (1984-2005).
عرف الرجلان بقدرتهما الفائقة على تأمين السلطة وتدبير تحدياتها المختلفة وجمع الأنصار والحلفاء.ومع ذلك وقعا في أخطاء سياسية متفاوتة الأحجام والخطورة ،وكلا النظامين وقع في خطأ كبير اتخذه رئيسه بمفرده وأصر عليه ولم يكن يقبل مراجعته فيه أوحتى الحديث عنه بخلاف ما يرى.
كان القرار الخطير بالنسبة للرئيس المختار هو حرب الصحراء الغربية .
فيما كانت العلاقات الكاملة مع الكيان الصهيوني تمثل القرار الأخطر في حكم الرئيس معاوية.
في يوم 08يونيو 76 استطاعت البوليساريو بقيادة زعيمها الولى مصطفى السيد تنظيم هجوم عسكري نوعي على العاصمة انواكشوط واستهدفت قذائفها القصر الرئاسي واضطر الرئيس المختار لمغادرة القصر والمبيت في مكان آخر بانوا كشوط .
وفي 08يونيو 2003م قامت مجموعة من الضباط الموريتانيين -كان رفض التطبيع أبرز دافع لهم- باستهداف القصر الرئاسي واضطر الرئيس معاوية لمغادرته والمبيت في مكان آخر بانواكشوط.
في كلا الحدثين فشلت العملية الجريئة والنوعية من الناحية العسكرية بفعل عدم القدرة على الاستمرار بعد امتصاص الصدمة وبدء المقاومة ،ولكن الأثر النفسي والسياسي والرمزي للعمليتين حقق أكبر معدلات النجاح وأسس - في العمق - لانتهاء مرحلة وبداية أخرى . بعد 08يونيو 1976 عاش النظام - الذي مات سريريا- مايقرب من 25شهرا قبل أن يتم الانقلاب عليه يوم 10يوليو1978م.
وبعد 08يونيو 2003 عاش النظام - الذي مات سريريا - هو الآخر قرابة 26شهرا قبل الانقلاب عليه يوم 03اغسطس 2005 م
وجه المقارنة الأخير بين الحدثين يتعلق بالضابط الوطني المرحوم محمد الأمين ولد أنجيان ،
فقد كانت أول قوة تدخل تصل انواكشوط لمواجهة هجوم البوليساريو هي سرية الملازم أول محمد الأمين ولد أنجيان القادمة من روصو ،
كما كان أول ضابط يتحرك للتعامل مع انقلاب 08يونيو 2003،هو قائد الأركان العقيد محمد الأمين ولد أنجيان رحمه الله.