معارك مرتزقة دارفور بليبيا.. إختلال معادلة التحالفات

خميس, 07/03/2019 - 11:32

تقرير/ هيام حسن (smc)

تسابقت حركات دارفور فى التحالف مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر والعمل معه كمرتزقة لمواجهة الحكومة الليبيه الشرعية، وفى المقابل كثف حفتر نشاطة لتعزيز تحالفاته مع الحركات الدارفورية المتمردة لإيجاد الدعم لتحركاته العسكرية لتنفيذ رغبته في السيطرة على منابع النفط وفرض نفوذه على كامل الأراضي الليبية.

وطالب حفتر هذه الحركات التى تعمل كمرتزقة في ليبيا بزيادة مقاتليها مقابل حصولها على مكافآت تشمل مدها بالمال والسلاح والعتاد.

ومثل هذا العطاء دافعاً كبيراً لحركات دارفور التى تمر بأضعف حالتها العسكرية والميدانية بما في ذلك تلك التى تتواجد في ليبيا وتنشط في تجارة البشر وعمليات التهريب وغيرها من الممارسات غير الأخلاقية .

ولم يمضى وقت طويل حتى انقلبت هذه الحركات على نفسها واصبح كل طرف يوجه اسلحته ضد الاخر واختل توازن تحالف حفتر بسبب هذه الانقلابات واصبحت المجموعات التى كانت تقاتل معه ضده وحدثت خلافات كبيرة غيرت من تكوين التحالف .

ويقول القيادى المنشق عن حركة العدل والمساواة عبد الله اسحق ان اواخر الشهر الماضى شهد مقتل (7) من متمردي حركات دارفور بليبيا وجرح العشرات خلال مواجهات عنيفة بالقرب من مدينة الكفرة جنوب ليبيا، بين مجموعة تتبع لحركة “جبريل إبراهيم” ومجموعة “يوسف كرجكولا” التابع لحركة المتمرد (عبد الواحد) موضحا إن الصدامات وقعت بين الطرفين بسبب خلافات حول توزيع دعومات لوجستية قدمت للحركات بليبيا، أدت لمشادات كلامية بين بعض القيادات وتطورت إلى مواجهات مسلحة سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى من الجانبين، مشيراً إلى أن الأحداث وقعت بالقرب من مدينة الكفرة.

ومن جانبه يكشف عبدالله ادم القيادى المنشق عن حركة مناوى عن تكبد تحالف حفتر ومناوى فى الاحداث التى وقعت بينهم وحركة العدل والمساواة مؤخرا جنوب ليبيا خسائر فادحة فى العتاد والارواح، مشيرا الى مقتل (5) من قيادات مناوى فيما جرح خمسة اخرون وتم تدمير عدد (9) عربات واسلحة وذخائرفى القتال الذى شهدته منطقة ام الارانب بينهم وحركة العدل والمساواة.

ويوضح ادم ان تفاصيل الاحداث تعود الى قيام قوة من حركة العدل والمساواة وثوار مصراته على متن (170) عربة قامت بمهاجمة قوات مناوى وخليفة حفتر اثناء تحركهم من مدينة سبها الى منطقة ام الارانب ، متوقعا تجدد الاشتباكات خلال اليومين القادمين

ويضيف ان حركتى العدل والمساواة وتحرير السودان فصيل عبد الواحد كانتا تقاتلان مع خليفة حفتر ابان معركة الموانئ النفطية الا ان عدم ايفاء الاخير بتعهداته لها جعل الحركات تنتقل للقتال مع المجموعات المناوئة له .

وعلى ذات الصعيد تكشف مصادر ليبية عن وقوع إشتباكات عنيفة بين حركات دارفور المتواجدة في ليبيا، مبينة ان قوة تتبع للواء المتقاعد خليفة حفتر بمساندة قوات تجمع تحرير السودان وحركة مناوي قامت بالهجوم على حركتى عبد الواحد والعدل والمساواة بمنطقة وادي سدادة الليبية القريبة من بني وليد شرق مدينة مصراتة.

وتفيد المصادر بأن قوات حفتر تمكنت بمساعدة حركتي مناوى وتجمع تحرير السودان من طرد قوات عبد الواحد وحركة العدل والمساواة في الهجوم الذي استخدمت فيه (20) عربة وتمكنت من الإستيلاء على ثلاث عربات مصفحة وثلاثة مدافع ، مبينة ان حفتر أمر قواته بطرد فلول عبد الواحد والعدل والمساواة من منطقة وادي سدادة وملاحقتهم.

وكانت حركة عبد الواحد  نور قد تحالفت مع قوات الثوار بليبيا للقتال ضد خليفة حفتر، لعدم إيفاء الأخير بإلتزاماته اللوجستية التي كان قد وعد بها الحركة، بينما تحالف حفتر مع حركات دارفور المتمردة الأخرى المتواجدة بليبيا.

كما تشير قيادات أهلية ليبية الى تحالفات لحركة عبدالواحد محمد نور مع قوات الثوار بليبيا للقتال ضد الجنرال المتقاعد خليفة حفتر لعدم إيفاء الأخير بإلتزاماته اللوجستية التي كان قد وعد بها الحركة.

ويقول أحمد الجفراوي أحد القيادات الأهلية الليبية إن قوات حركة عبدالواحد المتواجدة بليبيا بقيادة يوسف “كرجكولا” شاركت في معارك حقول النفط ضد قوات حفتر لصالح قوات الثوار وسرايا بنغازي وقوات إبراهيم الجضران، مبيناً أن قوات حفتر إستطاعت حسم هذه المعارك بعد إستخدامها الطيران والقوات البرية بالتعاون مع حركات دارفور المتمردة الأخرى المتواجدة بليبيا.

ويتوقع الجفراوي إزدياد وتيرة الخلافات بين حفتر والحركات بليبيا لعدم تنفيذ حفتر لإلتزاماته بتوفير الدعم المادي والعسكري للحركات.

ورسم تقرير صادر عن لجنة الخبراء التابعة للامم المتحدة مؤخرا صورة قاتمة للإستقرار بليبيا في ظل تدخل ومشاركة الحركات والمجموعات المتمردة الدارفورية في القتال الدائر بين الأطراف الليبية.

وتظل الحركات المتمردة الدارفورية مصدر تهديد امنى اينما وجدت سواء ان كانت مجتمعه او متحالفة مع اطراف اخرى وهو مايستدعي توحد الجهود الدولية لمحاربتها وتحجيم تحركاتها.

 

 

تصفح أيضا...