سُوءُ خَاتِمَة "القَرِيحَة"../ القاضي أحمد ولد المصطفى

أحد, 25/03/2018 - 16:53

سُوءُ خَاتِمَة "القَرِيحَة"..
يَتهَيَّأ لي أن الكاتبة الكندية الكبيرة الحائزة على جائزة نوبل للآداب: آليس مونرو، كانت على حق يوم أحالت نفسها إلى التقاعد عن الكتابة، ورأت أنه بعد الشهرة الكبيرة، آن لها أن تبتعد عن “خيال” التأليف، وتعود إلى “واقع” و "اجتماعية" الحياة..
في مرة سابقة كتبتُ شيئا خفيفا، وضعت له عنوان: "حُسْنُ خَاتِمَةِ القَرِيحَة"، مَثَّلتُ فيه ـ بعد تمهيد ـ لحسن خاتمة القريحة بِـ آخر  شيء قاله الأديب الكبير محمد فال ولد سعيد ولد عبد الجليل، مُوَّدعا به منت البَارْ، حين جاءت إليه تعوده في مرضه الذي توفي فيه:
يَخِيرْ أَلِّ كَطْ أَتْكَـحـَّلْ ـ ـ وَلِّ كَــطْ أَزْهَـالُ بَـالِ
أَلِّ جَاوْ أَجْمَالُ يَرْحَلْ ـ ـ وَانَ رَاعِ جَاوْ أَجْمَالِ..
القَرِيحَةُ ـ فيما يبدو ـ قد تسوء خاتمتها أيضا، ولعل في التَّعوذ المأثور ـ الذي يَتَعَوَّذُ به كُهُولُ الصحراء ـ إشارة لذلك، ومنه: "..وأعوذ بك من سوء الكبر"..
يُقْبَلُ في مجتمعات الصحراء ـ مع التقدم في السن ـ أن يأخذ الرجل في التوجيه وتعاطي الحكمة والموعظة، فيصبح "ذلك الشيخ أو الماودو الذي يستشار، وَيُصْغَى إلى النصائح التي يسديها"، وإلى خلاصات السنين التي قطعها، لكن بشرط أن يتعالى عن التفاصيل الخاصة، وأن يحقق مقام الأبوة للجميع، وَيَسْلَمَ رأيه من هوى..
"اتْهَيْدِينْ" أيضا مقبول في أطره، وبشروطه، لكن التحول إليه بعد عُمُر ليس قمنا بالإبداع فيه..
أ. ع. المصطفى

تصفح أيضا...