التبراع.. حين تتغزل المرأة بالرجل

أحد, 18/03/2018 - 23:09

مروى وشير  ـ ميم

هي كلمات باحت بها إحدى البشتونيات تغزلا بحبيبها.. ومثلها كثيرات قلبن الآية بعد أن ألهمهن العشق لتصبح عادة قائمة بذاتها أطلق عليها اسم “التبراع“.

فبعد أن ارتبط الشعر العربي بتغزل الرجل بالمرأة، انقلبت الصورة في موريتانيا وجنوب المغرب، وباتت المرأة تتغزل بالرجل، فتفرط في وصف محاسن حبيبها، دون أن تكترث للتقاليد والأعراف، ودون أن تضع حجابا للتعبير عن عشقها.

ويمثل التبراع جزءًا من الثقافة الحسانية، فهو شعر منظوم تبدعه النساء الحسَّانيات تغزلا بالرجال وبعيدا عن أعينهم.

ويقول إبراهيم الحسين، الباحث في الثقافة الحسانية، إن التبراع يتميز بالاقتضاب والكثافة والقصر، ويكون دائما دون قواف إجبارية، لكن مع صرامة في التقطيع الداخلي، كما يمتاز بالوضوح والبساطة التي لا تخلو من صور بلاغية.

فعلى عكس القصيدة الشعرية، فإن تبريعة المرأة ترد في بيت شعري واحد لا تتجاوز السطرين، وتنقل تراكما من الوجد والشوق في كلمات بسيطة ومعان مكثفة.

نماذج من “التبراع”

تجتمع الموريتانيات في مجلس نسوي، لتبوح كل منهن بما جادت به قريحتها من أحاسيس ومعاني. وتتغزل بحبيبها دون ذكر اسمه، فتقول مثلا حين تشتاق إليه:

ما نكدر نصبر… أشهر شهرين اثلت أشهر

أي أنها لا تسطيع الصبر على فراق حبيبها شهرا ولا شهرين ولا ثلاثة أشهر.

أو قد تقول:

لا ترفد عني… حمة ذ السقم الماكني  

عندو تبسيمه… تحيي العظام الرميمه

 

ومعناه أنها أصيبت بالحمّى من شدة الشوق إلى حبيبها الذي يمتلك ابتسامة تحيي العظام وهي رميم.

لا إله إلا الله… يَحَدْ ابْغَ حد ألا راهْ

أي ما من ملجأ إلا إلى الله بعد أن يمتنع وصل الحبيب ولقاؤه.

 

وحين تتغزل بوسامته تقول مثلا:

شفت في الكوة.. كشيت أنو تمرة أحلو

 

تقول هنا العاشقة إن حبيبها حلو كثيرا، فحين رأته من النافذة ظهر مثل التمرة من شدة جماله.

من متن البي.. وسيت الدشره باديه

ويقصد به أن الفتاة عشقت حبيبها لدرجة أنها لم تعد تميز بين المدينة والبادية.
 

تصفح أيضا...