أبطال "كتيبة الفنادق".. أطباء أسنان يتطوعون لمجابهة كورونا بالأردن

ثلاثاء, 24/03/2020 - 11:52

كانت الساعة الرابعة والنصف، عندما أغلق طبيب الأسنان أحمد سمور (30 عاما) عيادته الثلاثاء الماضي، وتوجه إلى نقابة أطباء الأسنان تلبية لنداء النقابة للأطباء بالتطوع في فحص المحجورين داخل فنادق العاصمة عمّان، من الذين تم حجرهم عند عودتهم من السفر الأسبوع الماضي، يقول سمور "ليس تطوعا، هذا واجب على كل شخص لحماية البلاد".

في مقر النقابة تلقى سمور تدريبات سريعة مع مختصين من وزارة الصحة والنقابة للتعامل مع الحالات الموجودة داخل الفنادق، وكان برفقته قرابة الثمانين متطوعا جميعهم أطباء للأسنان سيتم توزيعهم على أكثر من عشرين فندقا بالعاصمة، وقد اكتسبوا لاحقا لقب "كتيبة الفنادق" في وسائل إعلام محلية.

توجه سمور برفقة اثنين من زملائه إلى أحد فنادق عمّان، بعد أن تم تجهيزهم بالمعدات اللازمة من كمامات ومعقمات وملابس للحماية من انتقال العدوى إليهم، وعند وصولهم إلى الفندق كانت الساعة التاسعة مساء، يقول سمور "إنه وبعد مشهد انتشار قوات الجيش على مداخل الفندق من أجل حماية المواطنين زالت مخاوفه، وسرعان ما بدأ هو ورفاقه بقياس درجات الحرارة للمحجورين داخل الغرف وأخذ البيانات منهم".

مر الوقت سريعا بالنسبة لسمور إذ أمضى ليلة كاملة دون كلل، يطمئن المواطنين تارة ويقوم بتنفيذ الإجراءات المتبعة تارة أخرى، إلى أن بزغ فجر اليوم التالي مع الانتهاء من الغرفة رقم أربعين، ليعود إلى منزله ليأخذ قسطا من الراحة.

على الجانب الآخر، كانت الطبيبة علا سرحان (27 عاما) -متخرجة في طب الأسنان حديثا- تشاهد الإرشادات الموجهة للأطباء المتطوعين وهي في طريقها للنقابة عبر البث المباشر لصفحة النقابة، ودون علم ذويها قامت بالانضمام للمتطوعين كأول امرأة طبيبة تنضم لفرق فحص المحجورين داخل الفنادق.

تقول علا للجزيرة نت، إنها لم تخبر ذويها بادئ الأمر، كونها تعلم رفضهم المسبق لقيامها بهذا العمل الإنساني بسبب مخاوفهم عليها، لكنهم تقبلوا الأمر فيما بعد، حسبما أوضحت.

كانت علا تقوم بجولة مع منسق لجنة الطوارئ في نقابة أطباء الأسنان الدكتور أيهم المومني، داخل الفنادق لتبديل المناوبات وتفقد مستلزمات الأطباء المتطوعين، فقد تولت مهمة التنسيق بين المتطوعين منذ تطور أزمة كورونا المستجد بالأردن.

وفي اليوم التالي توجه سمور إلى نقابة أطباء الأسنان وتم تزويده بكمامات من نوع N95 بعدد 250 كمامة لكل طبيب، لتوزيعها على الفنادق الموجودة بمنطقة الشميساني ومنطقة جبل عمّان، بهدف حماية أي شخص موجود على الميدان من رجال أمن وعمال وطن وكوادر موجودة داخل الفنادق.

خط ساخن
وفي سياق منفصل، يستقبل الطبيب الشاب براء أبو نعمة، ومعه ثمانون طبيبا قرابة ألفي اتصال من المواطنين المرضى حول مختلف المحافظات فقد سخر نفسه، إضافة إلى 150 طبيبا للرد على اتصالات المواطنين لتأمين العلاج والرعاية الصحية إلى منازل الأردنيين دون الحاجة للذهاب إلى المستشفيات تجنبا لانتقال العدوى.

من داخل غرف الحجر الصحي يدير الطبيب أبو نعمة، مبادرته التي أطلقها قبل عودته إلى الأردن بيومين، ليفاجأ بعد فرض الحجر الصحي عليه بأحد فنادق العاصمة بانضمام عشرات الأطباء للمبادرة التي أطلق عليها اسم "من أجل أردن أكثر صحة".

موجز للأنباء من غرفة الحجر

"من داخل الحجر الصحي موجز الأخبار يقرؤه يزن حامد" هكذا استهل الإعلامي والمذيع الأردني موجز الأخبار لإذاعة "مزاج إف إم"، حيث يواصل حامد عمله مديرا لغرفة الأخبار ومذيعا يقدم النشرات الإخبارية عبر الاتصال وخدمة البث المباشر داخل غرفة الحجر الصحي.

كان حامد عائدا من تركيا بعد زيارة عائلية، الاثنين الماضي، ونتيجة لفرض الحجر الصحي على جميع العائدين إلى مطار الملكة علياء الدولي، تم اقتياد حامد مع مجموعة من العائدين في حافلات للجيش إلى أحد الفنادق من فئة خمس نجوم داخل العاصمة عمّان بعد أن امتلأت فنادق منطقة البحر الميت بالمحجورين.

استجاب حامد للقرار وتبددت مخاوفه بعد أن رأى حسن الاستقبال والعناية الفائقة من حيث الخدمات المقدمة داخل الفندق والرعاية الصحية، كما أثنى على جهود الحكومة الأردنية بالتعامل مع الأزمة بحرفية عالية رغم تواضع الإمكانيات وتدهور الحالة الاقتصادية بالبلاد.

معايدات للأمهات
وفي مبادرة من كوادر العديد من فنادق الحجر الصحي بالأردن، قام موظفو الغرف بإعداد هدايا وتقديمها مع الورود للأمهات المحجور عليهن، من أجل تعويضهن عن شعور البعد عن الأبناء بمناسبة يوم الأم (عيد الأم)، كما قام العديد من الشبان بتهنئة أمهاتهم داخل غرف الحجر الصحي عبر مقاطع فيديو ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تكلفة الحجر الصحي
من جهته، أعلن مدير التوجيه المعنوي الناطق باسم الجيش الأردني مخلص المفلح لقناة المملكة في وقت سابق، أن هناك 5800 شخص من ضمنهم 44 مسافر ترانزيت، و4243 أردنيا، و1513 شخصا عربيا وأجنبيا، في الحجر الصحي في الفنادق الأردنية.
 

وكان وزير الصحة الأردني سعد جابر قد صرح في وقت سابق للتلفزيون الأردني، بأن "المحجور الواحد في الحجر الصحي يكلف الحكومة من 120 – 180 دينارا خلال يوم واحد ما بين إقامة في الفندق وطعام وتنظيف وفرق طبية وأمنية وألبسة خاصة، في حين يكلف مريض العزل 1200 دينار يوميا".

وارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 113 إصابة، واتخذت الحكومة الأردنية مجموعة إجراءات لمواجهة فيروس كورونا المستجد، كان أبرزها تفعيل المادة الثانية من قانون الدفاع بحظر التجول، وتنفيذ عقوبة سجن نافذة مع غرامة لمن يخرق الحظر.

وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة خلال إيجاز صحفي في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، أن البيانات الأولية تشير إلى أن حظر التجول قد يمتد لأسابيع، وأوضح أن فرق العمل الحكومية وخلية الأزمة تضعان آليات لإيصال المواد الضرورية للمواطنين.

المصدر : الجزيرة

تصفح أيضا...