لقد أظهرت تجربة العقود الثلاثة الماضية؛ أن الإختلالات الجوهرية التي صاحبت تجربة الانتقال الديمقراطي في موريتانيا؛ أدت إلى انحراف عميق للممارسة الديمقراطية في هذا البلد؛ فبدل أن تقود تجربة الانتقال الديمقراطي إلى تعزيز البناء المؤسسي للدولة الموريتانية؛ أدت تلك التجربة إلى هشاشة وتآكل ما كان موجودا من مؤسسات على ضعفه أصلا ؛
وبدل أن تقضي على البنى التقليدية المناقضة لوجود الدولة؛ أعادت إحياءها وتقوية حضورها في الحياة العامة؛ فازدهرت القبلية وأصبحت السلطة الحاكمة تتعامل بشكل رسمي مع الزعامات القبيلة؛ وحولتهم إلى وسطاء بين الدولة والمجتمع؛ وأغدقت عليهم بالامتيازات؛