أثار غياب رئيس مجلس الشيوخ محسن ولد الحاج، عن مهرجان روصو أسئلة كثيرة حول مستقبل علاقته بالرئيس ولد عبد العزيز.
وكانت العلاقة بين الاثنين قد ساءت كثيرا بعد تصويت مجلس الشيوخ ضد مشروع التعديلات الدستورية، الأمر الذي جعل ولد عبد العزيز يلجأ إلى الاستفتاء الشعبي، مفعلا بذلك المادة 38 من الدستور الموريتاني.
وتفكك حلف ولد الحاج السياسي في روصو، المعروف بـ Le groupe بعد انسحاب أكثر الفاعلين فيه، إثر توجيهات وُصفت بأنها صادرة من أعلى.
وظلت الشكوك تراود الكثيرين حول طبيعة العلاقة بين محسن وصديقه وابن عمه الرئيس عزيز، وعزز تلك الشكوك ظهور محسن على منصة المهرجان الذي ترأسه رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم، وزيارة هذا الأخير له في منزله بروصو، وظهوره معه في لقطات ودية.
وقطع غياب محسن عن مهرجان روصو اليوم الشك باليقين، فانعقاد المهرجان في عاصمة الولاية، التي لم يخف ولد عبد العزيز اهتمامه بها، على اعتبار أنها الولاية الأولى من حيث عدد المسجلين على اللائحة الانتخابية، إضافة إلى كونها معقل الثّقل السياسي لمحسن، كل ذلك يرسم إشارات استفهام كثيرة حول غيابه اليوم.
وقرأ مراقبون، في هجوم ولد عبد العزيز المتكرر على الشيوخ في خطاب اليوم، رسائلَ عديدة تؤكد انصرام أيام الود بين الرجلين.
ويبرر أنصار محسن في روصو غيابَه اليوم بوجوده في فرنسا لعيادة أخته المريضة "رحيل"، لكن مصادر شديدة الاطلاع أكدت لـ "مراسلون" وجوده زوال أمس السبت على الأقل في المملكة المغربية، ولم تتردد تلك المصادر في الإيماء إلى أن الرجل قد يبدأ قريبا منفى اختياريا من هناك.