جنية الرياضيات "آدا لافلايس".. أول مبرمجة حاسوب في العالم

جمعة, 06/09/2019 - 20:17

مثل العديد من العباقرة الذين لم يتم الاعتراف بأعمالهم وهم على قيد الحياة، وفي الوقت الذي حرمت فيه النساء من التفوق في المجال العلمي، برز اسم آدا لافلايس كإحدى أوائل مبرمجي الحاسوب في العالم لتتجاوز بذلك الإملاءات القديمة لما يعنيه أن تكوني سيدة وعالمة مبدعة تترك بصمتها في مجال كان يحكمه الرجال فقط أوائل القرن 19. 

حققت لافلايس مركزا مرموقا في عالم الرياضيات وكانت أول من كتبت خوارزمية آلة بالعالم في أربعينيات القرن 19، واكتشفت الإمكانيات الكاملة لإنشاء أجهزة الحاسوب قبل أكثر من قرن على اختراعها وجعلها حقيقة في العصر الحديث.

ولدت عام 1815 في لندن، وكانت الابنة الوحيدة للشاعر الإنجليزي اللورد جورج غوردون بايرون وعالمة الرياضيات أنابيلا ميلبانك. 

تركها والدها بعد أقل من شهر على ولادتها بسبب مزاجه المتقلب وعلاقاته السرية مع النساء، في حين حرصت أنابيلا على منح ابنتها مسارا علميا صارما يعتمد على المنطق والعلوم بعيدا عن الرومانسية والشاعرية، وركزت على دروس الرياضيات لا الأدب.

جنية الرياضيات السحرية
في الوقت الذي كان فيه المجال العلمي مقتصرا على الرجال، ساعد الوضع الاجتماعي لافلايس بالدراسة وتفوقت فيها بشكل ملحوظ، وأظهرت موهبة فطرية في الأرقام واللغة. كما مكنتها ثروة ومكانة والدتها من الوصول إلى أفضل المعلمين وألمع العقول في إنجلترا، من بينهم العالمة الأسكتلندية ماري سومرفيل التي كانت صديقة عزيزة للأم. 

كان أحد مساعيها العلمية السابقة دراسة الطيران، إذ قامت بتحليل أجنحة الطيور وتوصلت إلى علاقة الأجنحة بالجسم، وحددت المواد التي قد تساعد على الطيران مثل البخار. وجمعت كل المعلومات التي توصلت إليها في كتاب "فلايلوغي Flyology". 

كانت عبقريتها واضحة للجميع، وقال عنها أستاذ الرياضيات بجامعة لندن أوجستس دي مورغان "إنها ستصبح عالمة رياضيات من الدرجة الأولى". 

وكما كانت العادة ذلك الوقت بين المجتمع الراقي، قدمت أول ظهور لها بالمجتمع في سن 17 حيث التقت لأول مرة المخترع البريطاني الشهير تشارلز باباغ الذي وصفها بأنها "الجنية السحرية" وكان وراء دخول لافلايس عالم علوم الحاسوب. 

أول كود حاسوب
تزوجت من وليام كينغ عندما كانت في سن 19، إلا أن حياتها الزوجية لم تشكل عائقا أمام طموحاتها الأكاديمية، كما نقلت إحدى رسائلها إلى صديقة العائلة سومرفيل "أدرس الآن الرياضيات كل يوم وأقرأ علم المثلثات والمعادلات التكعيبية، لذا لا أرى أن الزواج سيقلل بأي حال من الأحوال عزمي على الاستمرار". 

كانت لافلايس مفتونة بأفكار باباغ وحصلت على فرصة لإلقاء نظرة على الجهاز قبل الانتهاء منه، والذي أسماه "مكنة الفروق" النموذج الأول للحاسبة الآلية. وشكل الاثنان تعاونا علميا أصبح حديث المجتمع العلمي في إنجلترا. 

قام باباغ باختراع جهاز آخر مشابه للحاسب الآلي أطلق عليه "الآلة التحليلية" يقوم بإنشاء بطاقات تشغيل مع نماذج يمكن إدراجها فيها، وتحمل هذه البطاقات رموز تعليمات تمكن الجهاز من إجراء حسابات مختلفة. وبالتالي، كان يعتبر أول من اخترع الحاسوب أو المحرك الميكانيكي. 

لكن إمكانات هذا الجديد لم تكن معروفة للجمهور وحتى لمخترعها، على الأقل حتى قامت لافلايس بترجمة المقال الذي كتبه المهندس الإيطالي لويجي فيدريكو مينابريا بمجلة سويسرية عن محرك باباغ التحليلي. لم تترجم النص الفرنسي إلى الإنجليزية فقط، بل أضافت ملاحظاتها ونشرتها كملحق لتحليل باباغ بمجلة العلوم الإنجليزية عام 1843. 

وصفت آلية الحاسوب وسلسلة من تعليمات البرمجة لبطاقات تشغيل الجهاز، بالإضافة إلى كيفية إنشاء كود للجهاز للتعامل مع الحروف والرموز مع الأرقام، وهي عملية تعرف اليوم باسم تكرار استخدام برامج الحاسوب.

 

حفصة علمي

مثل العديد من العباقرة الذين لم يتم الاعتراف بأعمالهم وهم على قيد الحياة، وفي الوقت الذي حرمت فيه النساء من التفوق في المجال العلمي، برز اسم آدا لافلايس كإحدى أوائل مبرمجي الحاسوب في العالم لتتجاوز بذلك الإملاءات القديمة لما يعنيه أن تكوني سيدة وعالمة مبدعة تترك بصمتها في مجال كان يحكمه الرجال فقط أوائل القرن 19. 

حققت لافلايس مركزا مرموقا في عالم الرياضيات وكانت أول من كتبت خوارزمية آلة بالعالم في أربعينيات القرن 19، واكتشفت الإمكانيات الكاملة لإنشاء أجهزة الحاسوب قبل أكثر من قرن على اختراعها وجعلها حقيقة في العصر الحديث.

ولدت عام 1815 في لندن، وكانت الابنة الوحيدة للشاعر الإنجليزي اللورد جورج غوردون بايرون وعالمة الرياضيات أنابيلا ميلبانك. 

تركها والدها بعد أقل من شهر على ولادتها بسبب مزاجه المتقلب وعلاقاته السرية مع النساء، في حين حرصت أنابيلا على منح ابنتها مسارا علميا صارما يعتمد على المنطق والعلوم بعيدا عن الرومانسية والشاعرية، وركزت على دروس الرياضيات لا الأدب.

جنية الرياضيات السحرية
في الوقت الذي كان فيه المجال العلمي مقتصرا على الرجال، ساعد الوضع الاجتماعي لافلايس بالدراسة وتفوقت فيها بشكل ملحوظ، وأظهرت موهبة فطرية في الأرقام واللغة. كما مكنتها ثروة ومكانة والدتها من الوصول إلى أفضل المعلمين وألمع العقول في إنجلترا، من بينهم العالمة الأسكتلندية ماري سومرفيل التي كانت صدي

كان أحد مساعيها العلمية السابقة دراسة الطيران، إذ قامت بتحليل أجنحة الطيور وتوصلت إلى علاقة الأجنحة بالجسم، وحددت المواد التي قد تساعد على الطيران مثل البخار. وجمعت كل المعلومات التي توصلت إليها في كتاب "فلايلوغي Flyology". 

كانت عبقريتها واضحة للجميع، وقال عنها أستاذ الرياضيات بجامعة لندن أوجستس دي مورغان "إنها ستصبح عالمة رياضيات من الدرجة الأولى". 

وكما كانت العادة ذلك الوقت بين المجتمع الراقي، قدمت أول ظهور لها بالمجتمع في سن 17 حيث التقت لأول مرة المخترع البريطاني الشهير تشارلز باباغ الذي وصفها بأنها "الجنية السحرية" وكان وراء دخول لافلايس عالم علوم الحاسوب. 

أول كود حاسوب
تزوجت من وليام كينغ عندما كانت في سن 19، إلا أن حياتها الزوجية لم تشكل عائقا أمام طموحاتها الأكاديمية، كما نقلت إحدى رسائلها إلى صديقة العائلة سومرفيل "أدرس الآن الرياضيات كل يوم وأقرأ علم المثلثات والمعادلات التكعيبية، لذا لا أرى أن الزواج سيقلل بأي حال من الأحوال عزمي على الاستمرار". 

كانت لافلايس مفتونة بأفكار باباغ وحصلت على فرصة لإلقاء نظرة على الجهاز قبل الانتهاء منه، والذي أسماه "مكنة الفروق" النموذج الأول للحاسبة الآلية. وشكل الاثنان تعاونا علميا أصبح حديث المجتمع العلمي في إنجلترا. 

قام باباغ باختراع جهاز آخر مشابه للحاسب الآلي أطلق عليه "الآلة التحليلية" يقوم بإنشاء بطاقات تشغيل مع نماذج يمكن إدراجها فيها، وتحمل هذه البطاقات رموز تعليمات تمكن الجهاز من إجراء حسابات مختلفة. وبالتالي، كان يعتبر أول من اخترع الحاسوب أو المحرك الميكانيكي. 

لكن إمكانات هذا الجديد لم تكن معروفة للجمهور وحتى لمخترعها، على الأقل حتى قامت لافلايس بترجمة المقال الذي كتبه المهندس الإيطالي لويجي فيدريكو مينابريا بمجلة سويسرية عن محرك باباغ التحليلي. لم تترجم النص الفرنسي إلى الإنجليزية فقط، بل أضافت ملاحظاتها ونشرتها كملحق لتحليل باباغ بمجلة العلوم الإنجليزية عام 1843. 

وصفت آلية الحاسوب وسلسلة من تعليمات البرمجة لبطاقات تشغيل الجهاز، بالإضافة إلى كيفية إنشاء كود للجهاز للتعامل مع الحروف والرموز مع الأرقام، وهي عملية تعرف اليوم باسم تكرار استخدام برامج الحاسوب.

 

التأثير المستمر
جذبت ملاحظات لافلايس القليل من الاهتمام عندما كانت على قيد الحياة. وفي سنواتها الأخيرة، توفيت بسرطان الرحم في لندن عن عمر ناهز 36 عاما، ودفنت في مقبرة كنيسة في نوتنغهام بإنجلترا. 

لم يتم اكتشاف مساهماتها وباباغ في مجال علوم الحاسوب حتى منتصف القرن العشرين عندما قام العالم ب. في. بودين بإعادة نشر ملاحظاتها في "ندوة حول أجهزة الحوسبة الرقمية" عام 1953. 

ومنذ ذلك الحين، حصلت لافلايس على العديد من الأوسمة بعد وفاتها، وأطلقت وزارة الدفاع الأميركية اسمها على لغة برمجة الحاسوب عالية المستوى "Ada" تكريما لمساهماتها في هذا المجال. 

وقد اختارت العالمة سو شورمان أندرسون الاحتفال سنويا في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول بيوم "آدا لافلايس" والاحتفاء بإنجازات النساء في المجالات التكنولوجية والعلمية والهندسية والرياضية منذ عام 2009. 

كانت ملاحظات لافلايس ثورية للغاية ذلك الوقت، واستغرقت أكثر من قرن ليتم تحليلها مجددا والاعتراف بأنها أول من قدمت المعلومات الأساسية التي ساعدت على اكتشاف العصر الرقمي أول مبرمجة حاسوب في العالم. 

المصدر : الجزيرة

 

 

تصفح أيضا...