كشفت دراسة ضخمة حديثة لتحليل العلاقة بين جينات الوراثة والشذوذ الجنسي -وهي الأكبر من نوعها على الإطلاق- عن أن عامل الوراثة يلعب دورا في تحديد الميول الجنسية للشخص بنسبة تقارب الثلث، في حين تلعب عوامل اجتماعية أو بيئية النسبة المتبقية.
وأوضحت الدراسة -التي شملت نحو نصف مليون شخص، ونشرت الخميس في مجلة العلوم- أن التأثير على الشذوذ الجنسي لا يأتي من جين واحد، بل من عدة جينات، ولكل منها تأثير ضئيل، مما يجعل من المستحيل استخدام الجينات للتنبؤ بالميول الجنسية للشخص.
وحللت الدراسة البيانات الوراثية لأربعمئة وثمانية آلاف رجل وامرأة من قاعدة بيانات بريطانية كبيرة (البنك الحيوي البريطاني) الذين أجابوا عن أسئلة بين عامي 2006 و2010، عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 40 و69 عاما.
كما استخدم الباحثون بيانات مما يقرب من سبعين ألف عميل من خدمة الاختبارات الجينية "23 أند مي" (23andMe) الذين كانوا في عمر 51 عامًا -ومعظمهم أميركيون- كانوا أجابوا عن أسئلة الاستطلاع حول الميول الجنسية.
جدل واسع
وركز الباحثون بشكل أساسي على إجابات لسؤال واحد: هل مارس شخص ما الجنس مع شريك من الجنس نفسه ولو مرة واحدة؟ في حين قد تكون هناك آلاف الجينات التي تؤثر على السلوك الجنسي من الجنس نفسه، وأن يكون لكل منها دور صغير كما يعتقد العلماء.
ووجدت الدراسة الجديدة أن جميع الآثار الوراثية من المحتمل أن تمثل نحو 32% بشأن إذا كان شخص ما سيمارس الجنس من واحد من الجنس نفسه.
وأثارت الدراسة -حتى قبل نشرها الخميس- جدلا وقلقا؛ إذ يخشى البعض من استخدام النتائج من قبل الأشخاص الذين يسعون إلى توظيف العلم في تعزيز التحيز والتمييز ضد الشواذ.
وفي المقابل، يرى البعض أن نتائج الدراسة تؤكد أن الشذوذ الجنسي ليس أمرا حتميا في جينات الشخص، وأن عوامل أخرى بيئية واجتماعية وشخصية تلعب دورا في هذا السلوك.
المصدر : مواقع إلكترونية