أثار تعرض لاعب كرة القدم الفرنسي بول بوغبا لحملة من التهديدات والتعليقات العنصرية على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد إضاعته ضربة جزاء في المباراة التي تعادل فيها فريقه مانشستر يونايتد أمام ولفرهامبتون واندررز بهدف لمثله، حالة من الاستياء في أوساط كرة القدم. وتوالت بعدها الدعوات لهذه الوسائل للعمل على التصدي للعنصرية على مواقعها.
ليست العنصرية بالظاهرة الجديدة في عالم كرة القدم على الرغم من كل الجهود المبذولة للتصدي لها، وعلى الرغم من الأعراق المتنوعة والمتعددة لنجومها الكبار. ولكن يبدو أن الظاهرة لا تزال مستشرية، بل وانتقلت من الهتافات في الملاعب إلى شبكات التواصل الاجتماعي.
إذ تعرض النجم الفرنسي بول بوغبا لحملة تهديدات وتعليقات وشتائم عنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إهداره ركلة جزاء في مباراة فريقهمانشستر يونايتد الإنكليزي مع ولفرهامبتون واندررز ضمن الأسبوع الثاني من الدوري الممتاز، والتي انتهت بالتعادل بهدف لمثله.
وفي المباراة اللاحقة للشياطين الحمر حذا ماركوس راشفورد حذو زميله الفرنسي بإضاعة ركلة جزاء أمام كريستال بالاس، ليخسر الشياطين الحمر اللقاء بهدفين لهدف. وعلى الرغم من أن عددا من مشجعي مانشستر دخلوا المدرجات حاملين لافتة كتب عليها "متحدون ضد العنصرية" فقد كان نصيب اللاعب الإنكليزي الشاب من الشتائم العنصرية شبيها بنصيب بوغبا.
وأثار هذا موجة من الاستياء حيال هذا التصرف في الأوساط الكروية والإعلامية المتابعة للشأن الرياضي بشكل عام. إذ أعرب مدرب مانشستر يونايتد ولاعبوه عن تضامنهم مع اللاعبين الشابين. وقال المدرب النرويجي أولي غونار سولشاير "لا أصدق أننا ما زلنا نتحدث عن هذه الأمور في 2019"، وأضاف مؤكدا ثقته في اللاعبين "نتدرب على ركلات الجزاء مع ماركوس (راشفورد) وبول (بوغبا). سيسجل واحد منهما الركلة المقبلة، أنا متأكد من ذلك".
وكتب النادي الذي ينتمي له اللاعبان على تويتر "مانشستر يونايتد لن يتسامح أبدا مع العنصرية".
دعوات للعمل على مواجهة العنصرية
وتابع مدرب الشياطين الحمر "في مواقع التواصل الاجتماعي يمكن للأشخاص التخفي خلف هويات زائفة وأسماء مستعارة. هناك الكثير من الحسابات باسم أولي غونار سولشاير على هذه المواقع لكني أدرك أنهم ليسوا أنا. يجب على السلطات أن تجد حلا تجاه كل من ينشر هذه الكراهية. نشعر بالأسف تجاه هؤلاء حقا".
أما بول بوغبا فقد نشر تغريدة على تويتر فيها صورة له وهو يحمل ابنه وخلفه صورة لزعيم الدفاع عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة مارتن لوثر كينغ وقال فيها "لقد كافح أجدادي ووالداي لأجل أن يكون جيلي حرا اليوم، أن يتمكن من العمل، من ركوب الحافلة (إشارة إلى قانون قديم كان يمنع ركوب الأمريكيين أصحاب البشرة السوداء من الجلوس في مقدمة الحافلة)، وأن يلعبوا كرة القدم. الإهانات العنصرية هي الجهل ولا يمكن إلا أن تزيد قوتي وتحفزني للنضال من أجل الأجيال القادمة".
وغرد الصحافي ومقدم البرامج الإذاعية البريطاني جون غونت قائلا "هناك طريقة واحدة للتصدي للعنصرية على تويتر، وهي منع الحسابات المختفية وراء أسماء غير حقيقية، لنر إن كان لدى هؤلاء العنصريين الحثالة الجرأة على الظهور بوجوههم وأسمائهم الحقيقية بجانب تعليقاتهم وآرائهم العدوانية البذيئة".
وشهد الدوري الإنكليزي الممتاز نقاشا حول العنصرية نهاية الموسم الماضي عندما نشر عدد من مشجعي نادي تشيلسي اللندني على شبكة الإنترنت مقطع فيديو يسيء لنجم منتخب مصر ونادي ليفربول محمد صلاح بسبب أصله العربي وديانته الإسلامية. وأدان تشيلسي هذا التصرف من أنصاره واتخذ إجراءات ضد من تعرف عليهم من المسؤولين عن الفيديو بعد تحقيق فتحه بشأنه.
وأظهرت دراسة أصدرتها مؤسسة "كيك.إت.آوت" التي تعنى بمكافحة التمييز العنصري والجنسي والديني في الرياضة الشعبية الأولى في العالم، أنها تلقت 159 تقريرا عن حالات تمييز عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى درجات المحترفين في إنكلترا الموسم الماضي.
إنكلترا ليست الوحيدة
وليست إنكلترا الوحيدة التي تعاني هذه الظاهرة في أوروبا، فيوم السبت 24 أغسطس/آب رفعت جماهير نادي كيمنتس الألماني الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة لافتات عنصرية ومعادية للسامية في مباراة فريقهم ضد الفريق الرديف لبايرن ميونيخ.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2018 دار جدل في إيطاليا بعد تعرض مدافع نابولي السنغالي كاليدو كوليبالي في مباراة فريقه أمام إنترناسيونالي، وطلب مدرب الفريق إيقاف المباراة ثلاث مرات ولكن الطاقم التحكيمي لم يستجب، بل أشهر البطاقة الحمراء في وجه كوليبالي بعد أن فقد أعصابه.
كما تعرض لاعبو يوفنتوس الإيطالي مويز كين وبليز ماتويدي وأليكس ساندرو لصافرات استهجان وتقليد لصيحات وأصوات القردة على ملعب كالياري في أبريل/نيسان 2019.
وفي الشهر نفسه دفعت الهتافات العنصرية طاقم تحكيم مباراة ديجون وأميان في الدوري الفرنسي لإيقاف المباراة لعدة دقائق وجه بعدها حكم المباراة تحذيرا للمشجعين بإيقاف المباراة نهائيا في حال استمرار سلوكهم.
وكثيرا ما اشتكى الكاميروني صامويل إيتو الذي كان يلعب مع برشلونة حتى عام 2009 من تعرضه لإساءات عنصرية على الملاعب الإسبانية.
فرانس 24