بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس بعد التحية والتقدير
إليكم ما يغنيكم عن زيارة اركيز
علمت أنكم ستزورون مقاطعة اركيز للاضطلاع عن كثب علي مشاكل الزراعة وأحوال المزارعين ، وبما أن وسائل التواصل اليوم أصبحت تسمح لكل شخص أن يطرح ما يريد علي ذوي الشأن في البلد دونما حاجة إلي استئذان ممن يهمهم الأمر، فقد قررت أن ابعث إليكم بهذه الرسالة لألخص لكم حجم ما يعانيه هذا القطاع من مشاكل أثقلت كاهل الممارسين له نيابة عنهم وعن أولئك الذين لا يستطيعون طرحها خوفا من أن يفسدوا علي المشرفين علي إنجاح الزيارة مساعيهم النبيلة تلك ونيابة أيضا عن الذين لن يسمح لهم برفعها فتكتفوا سيادة الرئيس بالكلمة الترحيبية من المعنيين بها وتوفروا علي أنفسكم وعلي الساكنة تعب الزيارة التي إن استمعتم لنصحي ألغيتموها فلم تبددوا تكاليف لاطائل من ورائها قد تنفق في ما هو أهم من ذلك مادمتم وجدتم لحسن الحظ من يرفع إليكم هذه المشاكل بالأرقام ويزيل عن المعنيين الحرج في التطرق إلي الحقيقة الناصعة.
سيادة الرئيس إن هذا القطاع يعاني من مشاكل بنيوية فضلا عن مشاكل في التسيير المعقلن ممن يتولون المسؤولية في ذلك ، فهذا القطاع إن تم الاهتمام به سيؤدي ألي خلق 300000 ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة ستسهم لا محالة في اكتفاء ذاتي من الحبوب والخضروات للبلد ، بل أكثر من ذلك سيكون باستطاعتنا تصدير ها لوجود فائض لا محالة مما سيعزز اقتصاد البلد ويساهم في مكافحة الفقر وللأسف فإن مأتم استصلاحه من أراضي ضفتنا الواسعة في أحسن المواسم.
لا يتخطي عتبة ال25 ألف هكتار أما فيما عدا ذلك فالرقم لا يتجاوز 12 الف هكتار ، وبالرغم من أن الوزارة المشرفة علي ذلك وتضخيمها للأرقام في مختلف الفصول الموسمية لم تستطع أن تتجاوز رقم ال40 ألف هكتار، كل هذا فضلا عن امتلاكنا لنهر وبحيرات ومجاري قادرة علي ري هذه الأراضي الكثيرة إن نحن امتلكنا إرادة حقيقة وجادة تسعي إلي النهوض بهذا القطاع وجعله علي السكة الصحيحة.
لأجل ذلك قررت مصارحتكم بحقيقته حتى تكونوا علي بصيرة من ذلك وحتى لا ينجح أصحاب المساعي الحميدة في إنجاح زيارتكم الميمونة الذين يعلقون أمالهم علي الخير الذي جاء بقدومكم في حجب الحقيقة المرة الواضحة كالشمس في رائعة السماء ويوهمونكم بغير ذلك ويمنعون من يهمهم الأمر من التعبير عن حقيقته فهم أهله وأهل مكة أدري بشعابها ، خلافا للساعين لأجل الزيارة الذين ما وطئت أقدامهم المنطقة إلا في المواسم المعروفة ، فإليكم سيادة الرئيس واقع القطاع:
1 - إن قطاع الزراعة منذ سنة 2009 وحتى هذه اللحظة شهد ضخ ما يناهز 140 مليار من الأوقية لم يتجسد منها علي أرض الواقع إلا ما يناهز 15 مليار من الأوقية أما الباقي فذهب أدراج الريح وفي جيوب المشرفين ، فمشروع بكمون مثلا التابع لبلدية انتيكان بمقاطعة اركيز والذي شيدتموه شخصيا وعلق عليه ساكنة المنطقة آمالا جساما وسدد فيه حوالي 2 مليار من الأوقية وكان من المفروض أن يوفر لأهل المنطقة اكتفاء ذاتيا من الحبوب لم يستفد منه شخص واحد وكان مثلا للإصلاحات الفاسدة التي ذهبت بأحلام الساكنة.
وبينت لهم بالملموس أن الأماني والأحلام تضليل واليوم وقد وجدوا من يرفعه نيابة عنهم ويكفيهم القتال فهم متعطشون لما ستقولون لهم بخصوصه فهو أهم عندهم سيادة الرئيس من التعديلات الدستورية.
2 - سيادة الرئيس إن مشروع استصلاح- انكك وتنيدر- والذي أشرفت عليه شركة أجنبية ، وللأسف بعد إنفاق تكاليف باهظة صرفت من أجله زادت على 6 مليارات تبين أن الأرضية غير صالحة للزراعة ، وبطبيعة الحال فإن الساكنة في المنطقة كانوا يعلقون عليه آمالا كبيرة ذهبت سدي فماذا ستقولون سيادة الرئيس لأهل انكك وتنيدر حول هذا المشروع الذي تبخر فما استفاد منه شخص واحد؟ وقد قررت أن أرفعه إليكم نيابة عن ألئك الذين لا يحبذون طرحه وعن الذين لن يسمح لهم بذلك والمهم أخيرا أنه وجد من يطرحه ، للتذكير فقط فخامة الرئيس المشروع أولي عند أهل انكك وتنيدر من أمر التعديلات الدستورية.
3 - سيادة الرئيس في إطار دعمكم لحملة الشهادات قمتم بانتزاع جزء من أراضي امبوري من ملاكها الأصليين ومنحتموها لـ185 من حملة الشهادات مخصصين لكل واحد منهم 10 هكتارات ولسوء الحظ فإن 60 بالمائة منهم هاجروا بعد مكابدة سيزيفية مع أرض غير صالحة للزراعة تنهشها الآفات والطيور والحشرات الضارة من كل جانب كل ذلك مع غياب أي دعم من ذوي الشأن لأجل الصمود ، فالقرض الزراعي مثلا لم يتعامل معهم ، كما أن صندوق cdd هو الأخر لم يقدم لهم قروضا لعدم ملكيتهم للأرض ، فما ذا ستقولون لهم ولساكنة المنطقة حول فشل هذا المشروع وقد تكفلت بطرحه نيابة عنهم فهو أجدر لديهم بالمتابعة من إنجاح التعديلات الدستورية.
4 - بعد الاضطلاع علي مشكلة هؤلاء الشباب غير المالكين للأرض ووعيا منكم بهذه العقبات التي تواجههم كونهم غير مالكين للأرض لا يستطيعون الحصول بموجبها علي قروض قمتم فخامة الرئيس بإنشاء مشروع لمصيدي بآفطوط الساحلي بغية توفير استصلاح أراضي زراعية صالحة مملوكة لهم ،وقد بدأ المشروع وانطلق بتمويل قدره 09 مليار أوقية بهدف استصلاح 17 ألف هكتار، ومع تأخره تم تمديده ثلاث مرات مع رفع الغطاء المالي المخصص له واليوم للأسف ومنذ 5 أعوام ، لم يستفد منه شخص واحد رغم الهالة الإعلامية التي واكبته ورغم ما أنفق من أجله من أموال طائلة، فأين سيادة الرئيس الحلول الناجعة لمشاكل الشباب غير المالكين وغير القادرين علي الاستفادة من القروض؟، كل هذا مع تركيزكم سيادة الرئيس عليهم في مختلف الحملات الانتخابية علي الأقل ، ماذا ستقولون لشباب المنطقة حوله وقد كفيتهم عناء طرحه وهو برأيهم أهم من التعديلات الدستورية.
5 - أود أن ألفت انتباهكم إلي أن الزراعة لها وقت تنضج فيه الحبوب فيجب عندئذ المبادرة بحصادها حتى لا تكون لغمة سائغة للطيور والحشرات وكل ذلك يتطلب وسائل وآلات للأسف هي ليست في متناول المزارعين والدولة لم تقدم لهم ما يلزم لمواجهة ذلك ، فيلجأون في أحسن الأحول إلي السنغال المجاورة للحصول علي تلك الآلات فيجدونها أحيانا وأحيانا كثيرة لايجدونها فيلجأون إلي استخدام طرق بدائية متعبة لا تساهم في حصاد مقبول ، كل هذا مع أن المعهد الزراعي ISET لديه منذ أربع سنوات 35 آلة جديدة معروضة للبيع بمبالغ خيالية ليست في متناول المزارعين.
ما هو ردكم سيادة الرئيس علي هذا الأمر الذي يحوز السبق علي مسألة التعديلات الدستورية عند المزارعين الكثيرين المتواجدين ضمن مستقبليكم الذين فسدت مزارعهم فلم يجدوا وسائل لحصاد المنتوج مما أذهب مجهودهم أدراج الريح ،وقد وجدوا لحسن الحظ من يطرحه نيابة عنهم.
6 - فخامة الرئيس إن البذور هي عماد الزراعة وأساسها و للأسف حتى اليوم لم تخلقوا مؤسسة معنية بها تراقب صلاحيتها ومعايير جودتها وما وجد منها لحد الساعة لا يفي بالغرض المنشود منه وضره أكثر من نفعه هذا السؤال أوجهه إليكم نيابة عند المزارعين أولي عندهم من التعديلات الدستورية.
هذه المشاكل سيادة الرئيس هي غيظ من فيض وقد استطاعت أن تلج إليكم رغم التدابير والإجراءات القوية التي أخذها المشرفون علي إنجاح الزيارة في سبيل منع صوت الحق أن يطرق مسامعكم وهاهي الآن بين أيديكم ومادامت قد وصلت إليكم فأنتم في غني عن الزيارة أصلا خاصة أنكم ستسلكون طريقا صعبا هو طريق نواكشوط روصو متعب ومرهق لسالكيه وخطير علي مرتاديه وسياراتهم ، فتستطيعوا عوض ذلك الإجابة علي مشاكل القطاع من نواكشوط فلا تتجشموا عناء المشقة إن كان الهدف حقا من زيارتكم الميمونة هو الوقوف علي حقيقة القطاع وأحواله.
وإن انتم صرفتم النظر عن ذلك ففي الأخير أتمني لكم زيارة ميمونة لأهل اركيز فهم أهل كرم ومروءة وسيكرمون وفادتكم والوفد المرافق لكم فذلك ديدنهم وهم مشهورون به.