الأعياد في الإسلام شعائر دينية تعظيمها واجب على كل فرد وكل جماعة مسلمة، وترتبط الأعياد بمواقف عظيمة وعبادات جليلة، فعيد الفطر مرتبط بشهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى مرتبط بالحج ارتباطا وثيقا.
لقد بوب البخاري لهذين العيدين في كتابه بعنوان "كتاب العيدين " ذلك الكتاب الذي لا تقديم فيه بآية قرآنية، ولا زيادة لأبوابه عن الستة والعشرون، ففي الباب الأول "باب العيدين والتجمل فيه" كان الحديث عبارة عن حدث وقصة؛ فأول عيد للمسلمين كان في السنة الثانية للهجرة منة من الله عز وجل لخلقه " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، فيوم العيد إظهار لشعيرة الله فوق أرضه، وإظهار لنعمه على خلقه،ـ وتفضله عليهم؛ وفي الباب المذكور دلائل كل ذلك في قصة (جبة عمر)التي عرضها على الرسول "ص"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :إنما هذه لباس من لا خلاق له "، لتكون الأبواب بعد ذلك متأرجحة بين الأحكام والعادات المرتبطة بالزمان والمكان كما نجد في حديث" لعب السودان بالدرق والحراب"
ثم تحدثت أبواب الكتاب عن الأكل يوم الفطر قبل الخروج ويوم النحر، والمشي والركوب إلى الصلاة، وحمل السلاح حين صلاة العيد، وفي كل ذلك دروس تربوية؛ تنفع المسلم في دنياه وفي آخرته.
و العمل أيام التشريق ذو ميزة في الإسلام عظيمة؛يضاعف لشرف الأيام وفضلها عند الله،
وتتحدث بقية أبواب الكتاب عن خروج النساء والصبيان، ووعظ الإمام لهن؛ والحديث عن جلابيبهن؛ والكلام حين خطبة الإمام؛وحكم الإمام حين يسأل عن مسألة، ومخالفة الطريق الذي ذهب منه المصلى، والتذكير في آخر باب بحكم الصلاة قبل العيد وبعدها.
إن العيد لحدث عظيم، تكمن فوائد في تقوية الصلاة والروابط بين المجتمع، واتحادهم الذي يتجلى في العبادة، و الزي، والفرح.
ولله الأمر من قبل ومن بعد
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك