بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»
للضحكة المنبعثة من القلب بصمات وآثار علاجية فعالة على جسمك، هذا ما توصل إليه باحثون أميركيون حول الأسباب الكامنة وراء التأثير العلاجي للضحك، مؤكدين أن ربع ساعة من الضحك يومياً تحمي الأوعية الدموية وتعزز وظائفها. كما أن الضحك يعتبر دواء للضغط العصبي، لأنه يسمح للإنسان بالتخلص من همومه ومتاعبه. فعندما نضحك، لا يسهم هذا في تحريك عضلات الوجه فقط، وإنما عضلات الجسم كله.
ومن خلال الدراسة التي أجراها فريق في كلية الطب بجامعة مريلاند على مجموعة من الأصحاء وغير المدخنين يبلغ متوسط أعمارهم 33 عاماً، فريق منهم شاهد فيلم رعب، والفريق الآخر شاهد فيلما كوميديا، أظهرت الدراسة أن التوتر الذي صاحب أفراد الفريق الذي شاهد فيلم الرعب أبطأ في سرعة تدفق الدم إلى القلب بنسبة 35%، ولكن الضحك ومشاعر البهجة زادها 22% عند الفريق الذي شاهد الفيلم الكوميدي.
وأوضحت الدراسة أن تقلص العضلات الناتج عن الضحك يزيد من استهلاك الجسم للطاقة، كما أن الضحك يمكن أن يؤثر على إفراز الهرمونات في الدماغ وفي الغدد الصماء التي تشارك في تنظيم مستوى السكر في الدم، والضحك يؤدي أيضاً إلى الشعور بالحرية والراحة النفسية والانطلاق ومحاولة الضحك بصوت عال أي القهقهة من الأمور الخاصة بسن المراهقة ولكنها تفيد الإنسان في مختلف مراحل العمر، كما أن الضحك يعزز الجهاز المناعي لدي الإنسان ويحميه من التوتر.
وأظهرت الأبحاث التي أجريت على التأثير الإيجابي للمرح على الحالة البدنية، أن من يتعرضون للأزمات القلبية يمكنهم تفادي هذه الإصابة إذا ضحكوا لمدة نصف ساعة يومياً، فالضحك وسيلة للتخلص من الضغط العصبي وسلاح الإنسان لمواجهة كل أنواع الألم والمعاناة.
الضحك كرياضة حقيقية
أوصى الفريق الأميركي بمزاولة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً والضحك لمدة 15 دقيقة يومياً، فذلك من الأمور المفيدة للدورة الدموية للجسم.
ويري الطب الصيني أن تغذية الرئتين لا يأتي إلا بالإكثار من الضحك والابتسامة والتفاؤل، لأن الضحك مثل التمارين البدنية يجعل الأوعية الدموية تعمل بشكل أكثر كفاءة. وفي نفس الصدد، أظهرت دراسة علمية حديثة أن الضحك يحقق المزيد من الفائدة للجسم، باعتباره رياضة حقيقية يمارسها الجسم من الداخل.
ويساعد الضحك فى وصول الأكسجين للدم بصورة أفضل، كما يؤدى إلى افراز الهرمونات المثيرة للنشوة، والتى تساعد فى التخلص من حالات التوتر والاكتئاب والقلق، كما أن الضحك يقاوم الفيروسات والبكتريا، حيث وجد الباحثون أنه يطيل عمر الفرد أيضاً.
أهمية الضحك في العلاج النفسي
أكدت الدراسة أن الضحك يريح أعصاب الأطفال ويقلل كثيراً من توترهم العصبي، وله تأثير كبير على كيفية تقبلهم للألم والتعامل معه وتحمله. وأشار الباحثون إلى أن القوة العلاجية للفكاهة والضحك يمكن أن تقلل من الألم، وتحسن أداء جهاز المناعة خصوصاً عند الأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان أو الايدز أو السكري، والمعرضين لعمليات زرع أعضاء أو نخاع عظام.
وأظهرت نتائج الدراسة أن أهمية الفكاهة والضحك يعتبر من الأدوات المهمة في العلاج النفسي، والذي يؤثر بدوره على علاج البدن كما يستخدم فى أساليب المعالجات الطبية في الثقافات البشرية المختلفة.
وأضاف أحد الباحثين أن مشاهدة الأطفال لأفلام الكرتون الشائعة، ساهمت في زيادة قدرتهم على تحمل الآلام الحادة بشكل أكبر وأفضل، وتقليل انزعاجهم وضيقهم، كما تبين أن مثل هذه الأفلام قد تساعد أيضاً في تحسين حالة الأطفال المصابين بمشاكل نفسية، كالقلق والعصبية والعدائية