تتكاثر بشكل مطرد هذه الأيام الأبنية العشوائية على الشوارع الرئيسية نواذيبو ، ما ولد إرباكا كبيرا لحركة الاشخاص و السيارات.
و لا تكاد تجد موطئا لقدمك و انت تسعى لاجتياز الطريق باتجاه الرصيف ، إلا على طاولة بائع أو عريش حرفي ، يبدو انهم فضلوا عرض تجارتهم و خدماتهم على الأرصفة حتى و لو كانوا يسدون باب متجر او مكتب او صيدلية ، أو استغلال عرض رصيف كامل لعرض أفرشة او أدوات منزلية... المهم عندهم الحصول على متر او اثنين للعرض.
مراسلونن اقتربت من الباعة و أصحاب المحلات لتتعرف أكثر على الاسباب التي جعلت الأولين يختارون أمام محلا الأخيرين لعرض بضائعهم و خدماتهم.
روقي ( سيدة غينية ) - قالت و هي تغلي فطائر و ابنتها تحضر صاندويش هي الأخرى على نار فرن مشتعل ، انها اختارت الرصيف المحاذي لموقف السيارات لأمر مهم و هو كونه يقابل الطريق الأسفلتي ما يمكن زبناها من التريث قليلا و بعيدا من غبار الرمال حيث يمكنها ترتيب مقاعد المطعم (المفتوح) على أرضية مستوية.
و تضيف صاحبة المطهم انها تحترم القانون الموريتاني ؟، و تمتلك بطاقة إقامة حديثة تسمح لها بمزاولة عملها دون خشية الأمن المكلف بالهجرة .
تعرض روقي و بعض زملاءها الباعة أمام صيدلية ( سوق الرابعه) ، صيدلية يقول أصحابها انهم تعبوا من التوسل للباعة لكي يفسحوا مجال أبواب الصيدلية ، لكن دون جدوى ، بل إناهم في أحايين كثيرة يهددوننا متذرعين بأن الشارع ليس ملك خاص لأحد ، و ان لهم الحق في عرض بضائعهم عليه !.
عيشة ( موريتانية ) ’ نحن لم نجد شغلا غير البيع على الشارع و اخترنا هذا المكان لكثرة تواجد الناس به , و عن علاقتها بالمتجر الموجود خلف طاولتها تقول مبتسمة : علاقتي بهم تسوء و تحسن حسب الوقت ’ فمرة يتهمونني بسد الطريق في وجه زبناءهم و طور بتغطية باب الدكان أمام المارة ’ لكن على العموم الأمور تسير بشكل مقبول !
صاحب الدكان يرد بشكل مباشر على عيشة و يقترب منا (ز نحن نتحدث إليها) لنفي ما تقوله ’ و يضيف التاجر قائلا : هذه المرأة لم تستشرنا في استغلال واجهة محلنا , و جائت ذات يوم محملة بطاولة كبيرة , و أمست تستغل المكان متغاضية عن ما تتسبب به الطاولة و حركة أطفالها أمام باب المتجر من إزعاج للمتبضعين الذين لا يحتملون الزحمة عند أبواب المتاجر ’ ة لقد أبلغنا السلطات و لم تحرك ساكنا ؟.
كوليبالي (إسكافي) ’ حئت من مالي قبل أشهر و بما أني لا أمتلك خبرة فينية في أي تخصص ’ فقد آثرت الحلاقة و و جهزت حالي بعد أسابيع و حصلت على بعض أدوات الحلاقة (بسيطة) و اقترح علي أحد مواطنيي مكانا في هذا الشارع , و استقريت فيه منذ 4 أشهر.
المارة المتسوقون غير راضون عن هذا التواجد العشوائي بأرصفة نواذيبو و يقولون انه يزعجهم تماما ما جعلهم يفضلون التسوق من المجمعات التجارية الكبرى رغم غلاء أسعارها.
و يضيف علي (إطار تركي) أنه يحب التبضع من الأسواق الشعبية و الدكاكين الصغيرة لكن الأمر في نواذيبو غير ممكن لكثرة الأبنية و زحمة الناس على الرصيف ما يجعلك تخسر الكثير من الوقت في سبيل الوصول إلى باب المتجر أو الصيدلية ... .
آلبيرتينا (إسبانية) بحزن جلي على وجهها تتذكر إبنة بيلباوو ( شمال إسبانيا ) يوم علق صحن معدني مليئ بالفطائر بثوبها و تدفقت الفطائر على الأرض ’ و أثناء محاولتي إفهام البائعة أن عرض المأكولات بالشارع حيث الغبار و الشمس غير صحي , تطاولت علي و لقفتني بيدها على البطن , و هي تطالب بدفع ثمن الفطائر كلها ’ و بما انني لا أجيد لغة القوم و متأسفة لما حصل فقد دفعت بالرغم من رفض الحضور من الفضوليين الذين ألحوا علي بعدم الدفع .
هذا و تسير الأيام و تظل شوارع نواذيبو كما تبيت معرضا (كبيرا) للبضائع المتنوعة و الخدمات رغم تشويشها على المتاجر و الصيدليات و المطاعم و ، و ارغامها المارة بالمشي على ظهر الطريق نتيجة استغلال الارصفة لغير ما شيدت له!!! .
باباه ولد عابدين - مراسلون