الرهان على دولة المؤسسات بواسطة التناوب السلمي على السلطة../ عبد القادر ولد محمد

جمعة, 11/01/2019 - 19:36

في المشهد السياسي المورتاني اليوم فكرتان تتصارعان : فكرة من الماضي غايتها التعلق بشخص رئيس الدولة و الواقع ان لها ما يدعمها في عقليات المجتمع الاهلي القاضية بمحاباة راس السلطة القائمة بل في طاعته كولى امر حتى ولو تغلب بواسطة انقلاب على المؤسسات،،
و قد تجد فكرة التعلق بشخص الرئيس من حين الى اخر من يحاول تبريرها بحجج عقلانية انطلاقا من زاوية المصلحة الوطنية كالتعليل بما يعتبره حصيلة إيجابية مرتبطة بشخصية الرئيس بعينه يتعين اكمالها او نظرا الى خشية المجهول من شخصية خلفه وفقا لقاعدة تشاؤمية تفي باحتمال الأسوأ،،،
الا ان الاكيد هو ان مثل هذي الفكرة يقود حتما الى اختزال النظام السياسيي في شخص الرئيس الذي قد يجد نفسه ممها كان حسن نيته ومهما كان صدق ارادته سجينا لصراع حاد بين طائفتين من السياسييسن احداهما تتمسك به او. تتظاهر بذلك ( غالبا ) و الاخري تكرهه الى حد الحقد فيفقد لا محالة بفعل هذا الصراع الذي يتمركز حول شخصه اهم صفاته و أنبلها اعنى تلك الصفة العليا المتمثلة فى كونه بحكم الدستور رئيساً لكل المورتانيين... ، 
من اجل ذلك و رغبة منها في تجنب العودة الى مسلسل الانقلابات التى تنجم حتما عن الاحتقان اعتمدت الطبقة السياسية المورتانية باجماع في مرحلة لم تجف دموعها من بعد التناوب السلمى على السلطة عبر. التحصين الدستوري للحد من مأموريات رئيس الجمهورية ،،، 
هنالك كانت البداية لفكرة من المستقبل السياسي لمورتانيا لم يكتب لها النجاح بعد التداول السلمي للسلطة في اعقاب المرحلة الانتقالية التى حصل فيها الاجماع الوطني المذكور . 
لكن مؤشرات عديدة تفيد بتحقيقها ان شاء الله فى المستقبل القريب 
و لعل من اهم تلك المؤشرات اضافة الى التصريحات الواضحة التي ادلى بها السيد الرئيس حول عزمه احترام الدستور كلامه في مهرجان مناهضة الكراهية حول الجيش ألوطنى بوصفة موسسة لا تتعلق بشخص الرئيس و لا بشخص الوزير ملتزمة بحماية المكاسب الامنية للبلد و استقراره ،، 
ذلك لان الاستراتجية الوطنية التي جعلت من الجيش المورتاني موسسة عصرية تدافع عن الوطن و عن مكاسبه فوق كل اعتبار و بتجرد من الاعتبارات الشخصية و التى يعد تطبيقها ميدانيا انجازا لكل المورتانيين هي النهج الأفضل الذي يتعين اتباعه لتعزيز روح المؤسسات بما فيها موسسسة رئيس الجمهورية ،،، 
و مهما يكن فإنني أسجل بهذا اسمي الشخصي في لا ئحةْ المراهنين على دولة الموسسسات ،،، بواسطة التناوب السلمي على السلطة ..
عبد القادر ولد محمد

تصفح أيضا...