السيد الناطق باسم الحكومة ..  لا تدفعوا بنا للمربع الأول /السعد ولد لوليد

أربعاء, 02/01/2019 - 09:16

السيد معالي وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة ..  لا تدفعوا بنا للمربع الأول .

تابعنا بدقة و حساسية شديدة و تجرد كلمة معالي وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد / سيدي محمد ولد محم في لقاءه بما يطلق عليهم " صحافة و مدونين "ليلة البارحة وصببحة الفاتح من يناير 2019 و بثته القناة الريمية الموريتانية مساء اليوم .
بدا المحامي المفوه وكأنه يريد إيصال رسالته الجدية أصالة عن نفسه و نيابة عن من إنتدبه للحديث باسمه"  الحكومة و الحزب الحاكم و المنظومة المتحكمة " إلى  من يهمهم الأمر الذين تكلم عنهم معالي الوزير تحديدا و تلميحا بنبرة صارمة لا تخلوا من التهديد المبطن تارة و الوعيد بعواقب الأمور المعلن تارة أخرى و هم لحراطين تحديدا في موريتانيا .
ورغم أن الموضوع المعلن رسميا للقاء ( السهرة )  هو ضيافة أو إستضافة لأهل حقل الأعلام و الصحافة و المدونين لتبادل الآراء و النقاش حول عدة قضايا تهم الوطن و الرأي العام الوطني من بينها محاربة خطاب الكراهية و مساهمة الإعلام المحلي في ذلك و تنقية حقل الصحافة من الشوائب و الدرن .
 ذهب معالي الوزير في خطابه و كلمته و تفسيراته و ردوده و ما تخللها من تحليل وتوجيه و تشديد على الحضور من صحافته و عمال قطاعه إلى أبعد ما يمكن حين ربط بما لايدع مجال للتأويل أو التفسير مفهوم الكراهية و خطابها و صناعتها و رموزها عنده بنشطاء وحركات و أقلام ورموز  النضال من اجل حقوق شعب لحراطين الأصيلة و مطالبهم المشروعة في الحرية والعدالة و الكرامة و المساواة في الحقوق و العيش الكريم و تكافؤ الفرص .
متجاهلا الأسباب الموضوعية الإجتماعية والبنيوية الثقافية و السياسية و الإقتصادية و سياقاتها التاريخية و التراكمية و ما أعتراها من غبن و حرمان و إقصاء و تهميش لم تعد حالة الإستقطاب و الشحن و مستوى الفهم و الوعي و الشعور بالمرارة و الإحساس بالغبن الشديد لمن أراد معالي الوزير أن يوصل الرسالة ( الإنذلرية الإستفزازية ) إليهم من أبناء ذلك الشعب و طلائعهم الفكرية و الثقافية و السياسية و الشبابية الثائرة  تقبل به او تتحمله .
 وهم من أصبحت نخبتهم تفكر بصوت عالي و متجرد و عبر ما تيسر من الوسائط الإجتماعية التي منحتها ثورة المعلومات و النظم الرقمية العالمية معبرين من خلالها عن ما يشعرون به من حيف وظلم في وطنهم من طرف إخوة لهم في الدم و شركاء متجاهلين لمعاناتهم في الوطن .
إستدل الوزير في خطابه الموجه و كلمته الصارمة التي حملت الكثير من المن المصحوب بالترغيب و الترهيب لمن يملك القوة و المال و القضاء و سلطة الإكراه و الجبر على من لا يستحق سوى الخضوع و الذل و المهانة و الطاعة .
فتحدث في سرده لمعالجاتهم و مقارباتهم لمايطلق عليه هو و من إنتدبه لهذه المهمة  كراهية و نطلق عليه نحن و من نتمي إليهم مظلومية تاريخية و مطالب و نضال من أجل حقوقنا  الإنسانية الشرعية و المشروعة في الحرية و الكرامة و السلطة و الثروة و الحكم و التشارك .
أمور لايكفي للوصول إليها ماتحدث عنه الوزير بثقة و إسهاب مخل من أطر و مؤسسات و نصوص قوانين مثل " وكالة التضامن و قوانين تجريم الممارسات الإسترقاقية و محاكم الرق و غيره من النصوص الجامد و المحاكم المشلولة و الوكالات الموجهة .
بل أن كل ذلك ما كان ليكون لولا تراكمات نضال الحركات و الأحزاب و التنظيمات و رموزها و منتسبيها  التي وصفها معالي الوزير  بصناع الكراهية و بؤرها التي طالب الوزير جمهوره المدعوا بالبحث عنها  و مطاردتها و التصدي لها و التعتيم عليها داخل الوطن و خارجه .
معالي الوزير و حتى لا أسهب كثيرا بما يخل بمضمون الرد  و مقتضى المقام و لأن لنا عودة إلى كل هذه الملفات بالتفصيل كتابة و ردا و مطالبة و مواجهة إن إقتضى الأمر .
أود أن أنبهكم و من خلالكم  أنبه من يهمه أمرنا و يسوس شعبنا و يقود أمتنا إلى مايلي .
1/  أننا نأمل أن لاتعود بنا نخبتنا في صراعاتها السياسية البينية و نوازعها الميالة إلى أن تسود إلى المربع الأول القائم على التجاهل و الترويض و تشويه المقاصد  و الصدود و المكابرة و الإعراض عن المطالب المشروعة و الحقوق الثابتة الأهلنا في صناعة ماضي هذه الأرض و حاضرها و مستقبلها .
2/ نذكر  هنا بقوة و بشدة ربما تساوي أو تزيد على نفس الأصرار و الصرامة اللذين عبرتم عنهما  أننا لن نتردد في الإنحياز  إلى أهلنا "  لحراطين و قضيتنا المركزية  الحقوق  "  حينما نحشر في زاوية  الإختيار بين المتهم و الضحية المطالب بأن ينحني للجلاد و يعتذر للظالم .
3 / نذكركم هنا  يامعالي الوزير و من خلالكم نذكر الحكومة التي تنطقون باسمها أنه حينما قررنا بإرادة منا و قناعة وحرية متأصلة فينا الإنحياز الى هذ الوطن و ثوابته و هويته وتماسك نسيجه الإجتماعي  و الدخول في حوارات وطنية و تشاورية  كان ذلك عن صدق و جدية و إخلاص من أجل وطن يجمعنا لا سلطة أوحكومة تهددنا او تقصينا .
وطن لا غالب فيه و لا مغلوب يسع أبناءه جميعا و إثنياته و قومياته تسعى نخبته الثقافية و الفكرية و السياسية و السلطوية إلى حلحلة الإختلالات البنيوية و إشكالات التعايش و السلم الإجتماعي و الأهلي و إعادة تأهيل و دمج كل الفئات المهمشة و المحرومة .
تحترم التنوع وتعدد الثقافات و القوميات و الإثنيات و توسع  من دائرة الحقوق و الحريات و تهيئ مستلزمات الوحدة الوطنية بالقضاء على الفوارق الإجتماعية و ما يصاحبها من غبن و حرمان و إقصاء و إلغاء للآخر .
و هي المطالب نفسها و الأسئلة الكبرى و المعضلات التي لازالت عالقة رغم الحوارات و رغم خطابات و مساعي التهدئة  من طرفنا من أجل تهيئة المناخ الإرادة سياسية تشاركية جادة في حلحلة هذه المشكلات بدل التجاهل و إفتعال المناخات الغير صحية القائمة على إستفزاز أبناء الوطن الواحد و التلويح أمامهم بمنطق العصى و الجزرة و الموائد الفاخرة للأدوات المساعدة التي لا تساهم في بناء الثقة و لا تساعد في طمأنة الإخوة الغرماء .
4/ أود التنويه هنا إلى أن لحراطين و أبناء العبيد منهم وقادتهم و غالب حركاتهم و مؤسساتهم الحزبية الذين وصمتهم دون غيرهم من القوميات و الإثنيات الأخرى التي تمارس الإسترقاق بالتحريض!!  لم يكونوا يوما دعاة كراهية أو عنف أو مصدر تأزيم أو كدر لسكينة هذا الشعب أو إستقرار هذه الدولة .
 بل كانوا دائما ينبوع بذل و عطاء و مشكاة سلم و مسالمة و رسل خير و عافية إلا ما كانت تألفه سلطكم المتعاقبة على حكم هذه البلاد من وقت الآخر لضرورات التأزيم و الإستمرارية و تثبيت السيادة السلطوية و الحكم و إبتزاز الشعب و الأمة عبر بيادق أنتم أعلم الناس بكنهها .
و أخيرا وليس آخرا  آمل أن تكون كلمة البارحة و رسالتها البريدية التهديدية الإتهامية لمكونة هامة من هذا الشعب و نخبتها و كياناتها السياسية و الحقوقية و رموزها النضالية و نشطاءهم في المنصات الرقمية هي رسالة ضلت طريقا إلى غير المعني ^ لحراطين ^ 
كما آمل أن لا تدفع حسابات المرحلة و إكراهات التناوب السلم على السلطة و حتمية نيل الحقوق و الحريات كاملة غير منقوصة البعض ممن يسوس شأننا و دير أمور بلادنا إلى جس النبض بداخلنا و إختبار مواطن الضعف و المناعة فينا من خلال عناوين و رسائل موجهة إلى بني جلدتنا و كينونة شعبنا عبر موائد إعلامية فاخرة مرة  او عن طريق الحشد لمسيرة الكراهية ضد دعاة الحرية و أصحاب المظالم التاريخية من ^ لحراطين ^ .
 الأننا ببساطة لازال فينا من الجلد و الصبر و قوة العزيمة و مضاء القلم و و ضاءة اللوح و فصاحة القول و قوة الحجة و دامغ الدليل و البرهان ما يكفي لزاد قضيتنا و تغذية أجيالنا سنين عددا .
# أخبرهم أيضا يا معالي الوزير أن عليهم ألا يختبروا ثورة المظلوم و بركان المكبل و طيبة المسالم و جنوح المغبون إلى السلم و خضوع اللحظة و سيطرة الظرف .
# موريتانيا تجمعنا تنصفنا تحمينا و ترعانا جميعا خير لنا و لكم .
# وإن عدتم للمربع الأول عدنا .

 

 .

تصفح أيضا...