يشتكي سكان نواذيبو هذه الأيام من عودة روائح " الموكا " لأجواء مدينتهم.
و يقول السكان أنهم لم يذوقو طعما للراحة منذ عدة ايام بسبب ما تنفثه مصانع دقيق السمك ( الموكا ) ، و ان هذه الروائح قد عادت بقوة فاقت السنين الماضية عندما دخل طحن السمك في الصناعة المحلية.
و يضيف السكان ان الأمر في تفاقم و أنه يسبب الكثير من المعاناة للناس ، خاصة بالنسبة للمصابين بالربو و بالحساسية الجلدية.
و جدد السكان الذين إلتقتهم مراسلون مطالبهم و استنجادهم برئيس الجمهورية للتدخل فورا لتوقيف ما يسمونه فوضى الصناعة بمدينتهم.
و حمل أحمد ( ناشط شبابي ) المنطقة الحرة المسؤولية التامة عن عدم إلتزام المصانع بالنظم البيئية التي وقعت عليها لحظة تسلمها رخص العمل ، و أضاف الناشط أن تقاعس المنطقة الحرة ( المكلفة قانونيا بملف البيئة بنواذيبو )عن الرقابة و إهمالها لمنطقة البونتيه الصناعية هو السبب الرئيسي .
زينب ( ربة اسرة ) تقول إن الروائح كريهة جدا و لا يمكن الحذر منها لأنها تفوح من البونتية ممتطية رياح التيار الكناري المتجه شمالا صوب الأحياء الشعبية خاصة ، و تقول زينب انها غير مقتنعة بأهمية أحياء المدينة الشعبية عند السلطات لأنها لا تضم سوى الطبقة الفقيرة ، التي لا يخشاها أصحاب المصانع و لا السلطات الإدارية !.
من جانبها تقول خناثه ( ناشطة بيئية ) إن الحفاظ على نظافة بيئة نواذيبو يدخل في صميم مهام سلطة المنطقة الحرة ، و انه عليها تأدية تلك المهام او إعلان العجز و الاستقالة لفتح الباب أمام من يستطيع القيام بالدور.
و تضيف الناشطة أن الناس سبق و ان تحركوا في الشوارع للضغط على السلطات و أخذت آنذاك إجراءات مهمة أوقفت انبعاث تلك الروائح ، لكننا تقول خناثه نلاحظ انه منذ أسابيع لم تعد هناك اية رقابة و عادت حليمه لعادتها القديمة ، و بدل تشغيل التبريد الكافي يكتفي اصحاب المصانع بنسبة قليلة رغبة في تخفيض الاستهلاك من الكهرباء تفاديا لارتفاع الفاتورة.
و تبقى مساءات نواذيبو مليئة بروائح دقيق السمك المنبعثة من المصانع و البواخر الراسية في مياه العاصمة الاقتصادية .
و يبقى كذلك أمل السكان في قرار يخلصهم من هذه الروائح التي تقض مضاجعهم ، و تسلبهم سكينة الليل على أحد أجمل شواطئ العالم.
باباه ولد عابدين - نواذىبو - مراسلون