يتم تخصيص هذه الحلقة العاشرة من سلسلة "حتى لا نُضَيِّع فرصة 2019" للمنشور المعروض حاليا للنقاش في "صفحة منصة رئاسيات 2019"، والمنشور تحت عنوان : الخطوة الأولى في اختيار مرشحنا التوافقي لرئاسيات 2019/ تحديد قطر دائرة التنقيب
نص المنشور
بهذا المنشور سنبدأ الخطوة الأولى من المرحلة الأهم، أي مرحلة تحديد ملامح مرشحنا التوافقي لرئاسيات 2019، وسنحاول من خلال هذا المنشور ومن خلال ما سيثير من نقاش تحديد قطر الدائرة السياسية ـ لا الجغرافية ـ التي سننقب داخلها عن مرشحنا التوافقي.
سنضع أمامكم ثلاثة خيارات أو ثلاث دوائر ندعوكم لمناقشتها بجد من أجل تحديد الدائرة الأفضل التي علينا أن ننقب داخلها بحثا عن مرشحنا التوافقي.
الدائرة الأولى : دائرة الأحزاب السياسية، فهناك من يرى بأن المرشح التوافقي يجب أن يُختار من داخل الأحزاب السياسية المعارضة، وذلك لأن هذه الأحزاب هي التي قارعت أكثر من غيرها الأنظمة الحاكمة، ولذلك فهي أولى بالمرشح التوافقي من غيرها. أهم انتقاد يوجه لأصحاب هذا الخيار هو أنه عندما يتم ترشيح شخص ما من حزب معين، فإن أحزاب المعارضة الأخرى لن تتحمس كثيرا لترشيحه، ولن تبذل كل طاقاتها من أجل فوزه، وذلك لأنها ستشعر ـ بشكل أو بآخر ـ بأنها تقود حملة لصالح رئيس أو قيادي في حزب هو في النهاية حزب منافس لها ..يرد أصحاب هذا الخيار بأنه يمكن للمرشح الذي سيقع عليه الاختيار أن يعلن عن استقالته من حزبه بعد الاتفاق على ترشيحه، وأن يتعهد في الوقت نفسه بأخذ مسافة واحدة من كل الأحزاب المعارضة الداعمة لترشيحه.
الدائرة الثانية : وهي دائرة المعارضة بشكلها الأوسع، ويرى أصحاب هذا الخيار بأن التنقيب عن المرشح التوافقي يجب أن يكون داخل فضاء المعارضة الأوسع، وبأنه من الواجب أن يكون الخيار من خارج الأحزاب السياسية، أي أن يتم الاختيار من داخل الشخصيات المعارضة غير المنتمية حزبيا، والتي كانت قد عبرت بشكل أو بآخر عن معارضتها للنظام القائم.الحجة التي يدفع بها أصحاب هذا الخيار هو أن مثل هذا الترشيح قد لا يولد حساسيات بين الأحزاب المعارضة، وقد يجعلها تتحمس في مجموعها لدعم هذا المرشح، ودون أن يشعر هذا الحزب أو ذاك بأنه يخوض حملة لصالح هذا الحزب أو ذاك، ويتأكد هذا الأمر إن كان المرشح المختار لم يعرف من قبل بانحيازه لهذا الحزب أو ذاك.
الدائرة الثالثة : وهي الدائرة الأوسع، ويرى أصحاب هذا الخيار بأنه يجب أن يتم التنقيب خارج فضاء المعارضة، ويرى هؤلاء بأن المعارضة بحاجة إلى مرشح توافقي من خارجها، يكون قادرا على أن يجلب داعمين من خارج الجمهور التقليدي للمعارضة، وذلك بحجة أن جمهور المعارضة لن يكون قادرا لوحده على كسب رهان 2019.
يقول أصحاب هذا الخيار بأن الشروط التي يجب أن تطرح هنا يجب أن تقتصر فقط على أن يكون المرشح لم يعرف بالتطبيل للنظام الحاكم، وليس لديه أي ملف فساد، ويمكنه في الوقت نفسه أن يبعث الثقة والاطمئنان لدى الجمهورالمعارض بأنه قادر على مقارعة النظام الحاكم.
الانتقاد الذي يوجه لأصحاب هذا الخيار يقول بأنه ليس من المنطقي أن يتم اختيار شخص ما كمرشح توافقي للمعارضة، ودون أن يكون لذلك الشخص أي جهد مبذول من قبل في معارضة النظام حتى وإن كان ذلك الجهد صغيرا بمثقال حبة من خردل، بل الحاصل قد يكون عكس ذلك، فهذا الشخص قد يكون ممن استفاد من النظام، وظل يستفيد منه حتى آخر لحظة، ولما حان الترشيح، فإذا بالمعارضة ترشحه !!
يرد أصحاب هذا الخيار بسؤال : هل المرشح التوافقي للرئاسة هو مكافأة للمعارضة على نضالها في السنوات الماضية، حتى يبقى من داخلها، أم هو محاولة لكسب رهان 2019 حتى يكون من الجائز البحث عن هذا المرشح من خارج صفوف المعارضة التقليدية؟
نحن في المنصة نطرح عليكم سؤالا آخر : أي هذه الخيارات الثلاثة أفضل؟
إننا ننتظر تعليقاتكم وآراءكم من أجل تحديد قطر الدائرة التي علينا أن ننقب داخلها للعثور على المرشح التوافقي الأفضل، فهل يجب علينا أن نقتصر على دائرة الأحزاب السياسية المعارضة أم على دائرة المعارضة في مجموعها، أم أنه علينا أن ننقب داخل الدائرة الأوسع والتي قد تأتي بمرشح من خارج المعارضة؟
حفظ الله موريتانيا...
محمد الأمين ولد الفاضل