بدأ التفاعل مع كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية، منذ لحظاتها الأولى. دقائق كانت كافية لتشغل مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي بشكل خاص، والعالم بشكل عام، إذ تحدّث أردوغان عن بعض تفاصيل عمليّة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وقال أردوغان إنّ اغتيال خاشقجي كان عمليّة مدبّرة من قبل مسؤولين سعوديين، داعياً السلطات السعودية إلى محاسبة الجناة.
وانتشر وسم "#اردوغان" ليصل إلى لائحة الأكثر تداولاً عالمياً في غضون نصف ساعة. وانقسمت ردود الفعل على مواقع التواصل، بين مَن أثنى على الجهود التركية في قضية خاشقجي، وبين مَن اعتبر أنّ أردوغان لم يأتِ بأي جديد حتى الآن. فيما قامت حسابات سعودية بمهاجمة الرئيس التركي.
وكتب تركي الشلهوب "أردوغان: - إلقاء اللوم على بعض رجال الأمن والمخابرات فقط لن يكون مطمئنا لنا وللمجتمع الدولي. - الضمير الإنساني لن يكون مطمئناً حتى محاسبة (مَن أصدر أمر الاغتيال) وكل المنفذين. (الذي أصدر أمر الاغتيال هو القاتل محمد بن سلمان)"، مضيفاً "ملخص كلمة أردوغان: "روايتكم كاذبة. أعلِنوا عن الذي أمر بقتل جمال خاشقجي، قبل أن نُعلن نحن عنه".
وعن تحليله، قال علي رباح "عن كلمة أردوغان:
1- أصرّ على تكرار التساؤل عن الجهة التي أعطت الأوامر بعملية الاغتيال!
2- أوحى في كلمته بأن العملية كبيرة وليست محصورة بمن نفّذها!
3- عرض بأن تتولى جهة ثالثة ومستقلة التحقيق في الجريمة!
4- خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أكثر من مرة ولم يأتِ على ذكر ولي العهد محمد بن سلمان.
5- ربما كرّر تأكيده على امتلاك الأدلة أكثر من 10 مرات!
وبالمناسبة، تبيّن أن قناة الجزيرة لم تفبرك الأخبار، وبأن الصحافة العالمية وخاصة الأميركية منها كانت تستقي معلوماتها من جهات تركية رفيعة! حتى شعرنا للحظة بأن
أردوغان يكرر ما ورد في الصحافة العالمية لجهة المعلومات حول المنفذين وعددهم وكاميرات القنصلية!".
وقالت روعة أوجيه "باختصار، #اردوغان أكّد التعمّد والتخطيط المسبق منذ زيارة #خاشقجي الأولى للقنصلية في 28 سبتمبر، ويؤكّد سلطة تركيا في التحقيق وأن اتفاقية فيينا تنصّ على أن القنصلية أرض سعودية لكنّها ضمن حدود الأراضي التركية".
أما سلامة فكتب "انتهى حديث #أردوغان عن جريمة قتل #جمال_خاشقجي، ولم يكشف فيه عن أي مفاجأة كما كان البعض يتوقع. فقط طالب السعودية بكشف الحقائق ومحاسبة الجناة، ومن أصدر لهم الأوامر، مؤكداً ثقته في الملك سلمان".
وعن الانتقادات للخطاب، لجهة توقّع المزيد منه، واكتفاء أردوغان بالرسائل السياسية، كتب علي الرجال محللاً "أهم ثلاث لقطات في خطاب أردوغان: 1- رفض الرواية السعودية علناً على لسان أكبر رأس في تركيا وهو تحدٍّ مهمٌ وضعه أردوغان بلغة سياسية هادئة لأقصى درجة.
2- التأكيد على ضرورة المحاسبة من أسفل لأعلى.. وهو ما يعطي فرصة لإبقاء باب التصعيد ضد محمد بن سلمان مفتوحاً لابتزازه سياسياً بأقصى قدر ممكن، بالأخص أن أردوغان لم يذكر اسم محمد بن سلمان مرة واحدة.
3- تأكيد أردوغان أنه على الرغم من أن القنصليات أرض تحت سيادة دولها إنما في الآخر هي ضمن الحدود التركية وطلبه أن تتم المحاكمة في إسطنبول إشكالي جداً، ولو أخذ بجدية ستكون له تداعيات مهمة على القانون الدولي".
وأضاف "أي تخيلات أنه سيخرج بتقرير أمني استخباراتي عن مقتل الرجل ويفضح ويهاجم محمد بن سلمان فهو من ضمن العشم اللي مجتاح الناس في القضية ده، ليس هناك دولة تخرج لتقول تقاريرها الأمنية والاستخباراتية في خطب سياسية".
وكتب وسام سعادة أيضاً "المزايدة على اردوغان تبدو لي في غير محلها. وأقل من سقف كلام ارودغان اليوم أيضاً غير واقعي وفي غير محله".