هذه رسالة إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز : السيد رئيس الجمهورية: محمد ولد عبد العزيز،
السلام عليكم و رحمة الله، أرجو أن تصمد أمام فتنة الحكم و إغراءات البقاء في سلطة زائلة و أن تتصامم عن كذب المصفقين و نفاق المتملقين المؤقتين من السياسيين و فقهاء السلطان و بطانة السوء، و أن لا تغريك محاباة المنتفعين من المولاة (مؤقتا) و من وُجهاء القبائل و أعيان الجهات من الانتهازيين ...و أن لا تغرَّنَّك إيحاءات زملاء الجيش و رفقاء السلاح من القادة العسكريين المنتفعين من المرحلة ماديا و معنويا ... و هي لعمري فتنة عظيمة ...أرجوا الله ان يعينك عليها و أن ينقذك و ينقذ بلادنا من مغبة الوقوع في خطإ تاريخي قد يكون بمحاولة تغيير الدستور من أجل مأمورية ثالثة لا طائل من ورائها... و الزج بالبلاد في دوامة لن تحمد عقباها، و قد تخرج الامور فيها عن السيطرة بالكامل ...لا سمح الله.
أُسدي إليك هذا النصح بهذا الكلام قبل أول اجتماع للبرلمان الجديد! السيد الرئيس، لا تدخل نفسك في وَحَل و تدخلنا معك فيه ... لا تصدق أن 4 ملايين شخص أكثرهم من الشباب، ليس فيهم رجل رشيد!؛ يمكنه أن يخلفك و أكثر... يخلفك في فهم الإرهاب و محاربته و هو مدني صِرف، يخلفك في بناء البنى التحتية و الصرامة في التسيير، يخلفك في تأمين الحدود مع مالي و مواكبة الملف و محاربة الهجرة السرية ...إلخ. أليس فينا رجل رشيد آخر؟؟؟!!! لقد استغنت فرنسا عن خدمات ديغول و هو حي يرزق، و هي أقوى اليوم و أحسن حالا.... و استغنت ابريطانيا عن مكر اتشيرشل و دهائه و هي قوية اليوم... و تناست المانيا جبروت هتلر الذي وصلت مصانعه العسكرية لإنتاج 50 طائرة حربية يوميا خلال ذروة قتال الحرب العالمية الثانية ... و نسي الروس ملهمهم لينين و تلميذه و قائدهم المظفر استالين ... و هم بخير اليوم ... و تغربت الصين أكثر بعد موت الزعيم الشيوعي المؤسس الملهم ماوو ... و نموها الاقتصادي برقمين اليوم و آمريكا مدينة لها اقتصاديا ... و الأمثال كثيرة كثيرة ... تفقأ العينين و تملء الأذنين لمن أراد السمع و هو شهيد ... السيد الرئيس، "اسمع اكلام امبكينك ... لا تسمع كلام امظحكينك" ... اسمع كلام من لا يحمل عليك ضغينة شخصية و ليس له معك تصفية حسابات ضيقة، و لكنه في المقابل لا يريد عندك تعيينا و لا منح صفقات و لا دعما ماديا و لا معنويا ... بمعنى أنه لا ينتابه أي خوف منك و لا يغازله أي طمع فيك ... و إنما حبا في موريتانيا و أبنائها و أنت واحد منهم ... السيد الرئيس، خالف دعاة الشقاق و القذف و التحامل من المبتهجين الفرِحين بالفوز المؤقت للوائح الاتحاد من أجل الجمهورية (UPR) في هذه الانتخابات ... و اعمد مباشرة إلى مدِّ يد الأُخوَّة و الصفح و الصلح و الإصلاح بينك و بين قادة المعارضة بشتى أشكالها و أنواعها ... فاجئهم بالزيارة و ادعهم إلى موائد صفاء و مؤاخاة ... اتصل بقادة تواصل وباحمد ولد داداه و محمد ولد مولود و مختار صار و مسعود ولد بلخير و كان حاميدو و صالح ولد حننا و حتى ببرام ولد اعبيد، لما لا؟... بادر بالصلح و التصالح فأنت الرئيس (مافيك الاعظام) ...ولو اتهمك الأحمق بالخوف ... بادر بالنية الصادقة و توكل على الله ... افشِ السلام و الأمان معهم من أجل مصلحة موريتانيا و مستقبل أجيالها ...ففي الأخير انتم إخوة الأسرة الواحدة و الموت سريع الأخذ و الزمن لا يرحم ... و فقنا الله و إياكم لخير العمل و القول و النية ... اللهم فاشهد ... اللهم قد بلغت قدر جهدي ... و لله الأمر من قبل 2019 و من بعدها و عليه التكلان و لا حول و لا قوة إلا به ...
د. نورالدين محمدو المنسق العام لمشروع "إلى الأمام ... موريتانيا" المستقل عن المعارضة والموالاة الحاليتين