رغم الإجراءات الأمنية المشددة من طرف السلطات الموريتانية على الحدود مع الجارة مالي إلا أن مهربي المخدرات والأسلحة ينجحون من حين لأخر في نقل شحنات منها إلى الأراضي الموريتانية ودول أخرى عبر الحدود المالية الموريتانية الشاسعة مستغلين حالة التدهور الأمني في المنطقة
وشكلت هذه الظاهرة منذ بعض الوقت هاجسا لدى المنظومة الأمنية الموريتانية رغم الإجراءات والتنسيق والتعاون مع دول المنطقة وبرامج الأمم المتحدة
وستشكل ورشة النعمة المتواصلة أشغالها اليوم بهذه المدينة الواقعة في أقصى الشرق الموريتاني على مشارف الحدود مع مالي ستشكل محاولة جديدة لتكوين أعضاء لجان تسيير الحدود في الحوض الشرقي على الآليات الدولية المتعلقة بمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخضرات و الأسلحة والرشوة
بغية مزيد من إغلاق المنافذ أمام عصابات تهريب المخدرات والأسلحة ومنعهم من تحويل المنطقة الى أسواق للسلاح والمخدرات والبنزين والهيروين والكوكايين والسيارات والسجائر وكل أنواع تجارة هذه العصابات التي يعيق نشاطها استقرار وسلام المنطقة بصفة هامة
وسيتابع المشاركون في هذا التكوين سلسلة من المحاضرات يقدمها قضاة وخبراء في القانون تتعلق بالاستراتيجيات الدولية لمكافحة تهريب المخدرات والسلاح وكيفية تجفيف منابعها والحد من أضرارها وذالك بتنسيق وتعاون مشترك بين وزارة الداخلية واللامركزية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية
وقال والي الحوض الشرقي صال صيدو الحسن خلال حفل انطلاق هذا التكوين انه ممتن لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وغيره من الشركاء علي دعمهم للبرنامج والمشاريع المهمة والتي ستخلف نوعا من التماسك الاجتماعي والأمني داخل فضاء الحدود لخلق تنمية مشتركة بين ساكنة الخط الحدودي .
وطالب المدير العام للإدارة الإقليمية بوزارة الداخلية واللامركزية حماده ولد أميمو المجتمع المدني والسلطات الموجودة علي الحدود من بالاستفادة مما يقدمه المشروع في هذا المجال.
ويحاول الخبراء خلال هذا التكوين تقديم تجارب دولية في المجال للاستفادة منها في سياق الحرب مع هذه العصابات وخلق ثقافة وقائية بين سكان هذه المناطق الحدودية وابني آليات تنظيمية متطورة لتعزيز الرقابة على حركة تداول المخدرات والأسلحة بين عناصر هذه الشبكات والمتعاونين معهم
ويقول خبراء في المجال الأمني إن الحدود غير الفاصلة بين موريتانيا و المغرب والسنغال ومالي والجزائر تشكل منطقة ملائمة لتهريب المخدرات والأسلحة نظرا لغياب الرقابة والتنسيق إضافة إلى وجود تنظيمات مسلحة قريبة من الحدود الموريتانية، مثل جبهة البوليساريو التي تنادي باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، ومتمردي الطوارق في مالي، وبقايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتخذ من الحدود بين مالي وموريتانيا مقراً له.
كتب محمد الربيع نواكشوط