اتقوا اللّه يا إخوان...
لا أعتقد أن علاقة الإخوان المسلمين مع جامعة عبد الله بن ياسين ومركز تكوين العلماء وحزب تواصل وبعض كبار علماء البلد مثار شك، ولا أنها تتطلب كلّ هذه القراءات والتحاليل والنقاشات التي يدفعوننا إليها ويضيّعون وقتنا في التفكير حول صدقية هذه الأخوة...
أعتقد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمر لم يعد خفيا، وأن كل واحد منا يدرك أن الجامعة والمركز والحزب "إخوانٌ" وأن الادعاء بعدم وجود أواصر قربى بين إخوة ينبثق تفكيرهم من مشكاة واحدة هو محاولة يائسة لحجب الشمس بالغربال !!
قد أقبل تساؤلا عن الضّير من هذه الأخوة وهذه العلاقة، وقد أستسيغه لو لم تكن هنالك أُبوةٌ مخالفة للزواج الشرعي حبلها السري الذي يغذي الأجنة مخالف لطبيعة الحبال الجينية التي يفترض أن ترسم ملامح مولود ولد على الفطرة ككل المواليد يتعهده أبوانه لاحقا بالرعاية لئلا ينزلق ولا يتطرف ولا يحيد عن تلك المحجة البيضاء التي وصلوا من خلالها إلى ذلك القران الذي أقنع أصحاب القرار فقبلوا الزواج وأعطوا إذنا مختوما بقانونية ذلك الميثاق ومنحوا تراخيص بميلاد الجامعة والمركز والحزب، وحملت الجامعة شعار "الإسلامية" وحُمّل المركز اسم العلماء، ولبس الحزب عباءة الدين وهي شعاراتٌ وأحمالٌ وعباءاتٌ تتنافى وكل أمر قد تشتم أو تفوح منه رائحة كذبٍ أو تطرفٍ أو غلوٍ...
أجزم أن تدخل "المفكر الإسلامي" المقيم في قطر الدكتور محمد المختار الشنقيطي في هذا الموضوع بهذه السرعة وشحذه لسيوف الفتنة المعلقة في همم المولعين بالثورات يشي بوجود علاقة بين هذه الهيئات وجماعة الإخوان، وأن العريضة التي تقدم بها مكتب شنقيط للمحاماة الذي قدم قبل أسبوعين طعونا عن موكله حزب تواصل بعد الإعلان الأولي عن نتائج الاستحقاقات التي عرفتها البلاد فاتح سبتمبر الجاري يكشف طبيعة الخيط الذي يربط بين هذه الأطراف، وأن ردود أهل العلم نيابة عن أهل السياسة، يفسر بجلاء مستوى تأثرهم وسهرهم لما يشتكي منه أحد أعضاء جسمهم الواحد !!
على المتضامنين مع هؤلاء مراجعة النصوص المنظمة للجمعيات والمؤسسات التعليمية الحرة، والاطلاع على طبيعة ومستوى العلاقة الذي يفترض أن تربط هذه الهيئات مع الأحزاب السياسية، وعلى المنتصرين للإسلام أن يمتحنوا المسلمين من خلال مقياس الصدق ومكيال الكذب، لأن المسلم قد يمارس كل المخالفات إلاّ الكذب، لما تقود إليه هذه الخصلة من صفات مذمومة وما تحمله من أدران اليهودية وبراثين الإلحاد...
*محمد ولد سيدي عبد الله*