واختيرت منطقة صحراوية خالية من السكان والمساكن تقع على بعد عشرين كيلومترا شمال العاصمة الموريتانية لتكون مقر القصر الجديد الذي أقيم على مساحة 12 هكتارا.
ويتسع القصر لسبعين وفدا، ويقع بمحاذاة الطريق المؤدي إلى مطار نواكشوط الدولي "أم التونسي" على بعد بضعة كيلومترات من ثكنات عسكرية تتبع للجيش والحرس الرئاسي الموريتانييْن.
جدل التسمية
الحكومة الموريتانية أعلنت عن اختيار اسم "المرابطون" لإطلاقه على القصر الجديد، في إشارة إلى موطن تأسيس الدولة المرابطية (1147-1056) التي حكمت مناطق واسعة من غرب وشمال أفريقيا وتمددت نحو الأندلس، إلا أن هذه التسمية أعادت الجدل من جديد بشأن الرموز التاريخية في البلاد.
الباحث في الشؤون الأفريقية عبد الله ممادو با قال في حديث للجزيرة نت أبدى تحفظه على التسمية رغم أنها "توحي بجانب مهم من العظمة التاريخية الموريتانية"، خصوصا أن اسم "المرابطون" كان من نصيب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم ولا داعي لتكرار التسمية في ظل وجود شخصيات ومعالم تستحق تخليدها هي الأخرى، بحسب تعبيره.
بدوره، يقول المؤرخ والباحث في العلوم السياسية سيد أعمر ولد شيخنا للجزيرة نت إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يحسب له الاعتزاز بالموروث الحضاري والقيمي للمجتمع.
ولفت إلى أنه لو سمي القصر الجديد على اسم الرئيس الراحل المختار ولد داداه لكان ذلك موفقا، فهو الرئيس المؤسس لموريتانيا وأحد الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية وأحد أبرز دبلوماسيي القارة.
وفي ظل المخاوف التي أبداها معارضون جراء موقع القصر الجديد بعيدا عن العاصمة أعلنت وزارة الصحة الموريتانية مطلع الأسبوع الجاري عن افتتاح مركز صحي خاص بضيوف القمة الأفريقية جنوبي القصر الجديد، كما نقلت أطقما طبية للمداومة فيه طوال أيام القمة.
ويقول الأمين العام لاتحادية السياحة مريحبه ولد اخنافر للجزيرة نت إنه تم اعتماد عشرة مطاعم موريتانية فاخرة داخل نواكشوط لتوفير الطعام لضيوف القمة طوال فترة إقامتهم في البلاد.
منازل وسيارات خصوصية
المخاوف من نقص الخدمات في المركز الدولي للمؤتمرات "المرابطون" دفعت الحكومة إلى الاستعانة بكل من هيئة السياحة واتحاد أرباب العمل الموريتانيين لتوفير بعض الاحتياجات اللوجستية.
ويشير ولد اخنافر في حديثه للجزيرة نت إلى أن اتحاد أرباب العمل الموريتانيين وفر من خلال التبرع ثمانين سيارة رباعية الدفع لخدمة ونقل الضيوف، بالإضافة إلى 54 منزلا خصوصيا كاملة التجهيز، حيث إن العاصمة الموريتانية تتوفر على 38 فندقا تتسع لنحو 750 شخصا، إلا أن كل هذه الفنادق غير مصنفة، بحسب تعبيره.
كما يضيف أن موريتانيا أوفدت عشرين سيدة إلى تركيا في مايو/أيار الماضي للتدريب على مجال السياحة، وذلك ضمن الاستعدادات لعقد القمة الأفريقية المرتقبة وتغطية النقص الحاصل في المنشآت الخدمية.
وشدد على أن قطاع السياحة في البلاد يسعى لاستغلال القمة سياحيا ورسم أهدافه في عودة كل ضيوف القمة سياحا إلى موريتانيا مستقبلا.
بدورها، أحضرت شركات الاتصال العاملة في البلاد وذات رؤوس الأموال المختلطة فرقا متنقلة لتقوية شبكة اتصال الهواتف وتوفير خدمات الإنترنت خلال أيام انعقاد القمة.
المصدر : الجزيرة