انطلقت قبل ثلاثة أشهر عبر فضاء الانترنت- بالصوت والصورة- دروس محظرة النباغية ليستفيد منها طلبة العلم في كل بقاع العالم؛ يقدم هذه الدروس مشايخ المحظرة التي تعتبر إحدى أعرق المحاظر في موريتانيا والبلاد الإسلامية، وتعود فكرة إنشاء هذه المحظرة العصرية لطلاب علم يسكنون في الغرب وتحديدا في أروبا وآمريكا، كانوا قد درسوا فترة طويلة على بعض مشايخ المحظرة باستخدام تطبيق اسكايب؛ ثم قرروا زيارة موريتانيا والاتصال مباشرة بمشايخ النباغية آملين توسيع مجال الحلقات، وتم عرض الفكرة ونقاشها فحصل الوفاق رغبة من الجميع في نشر العلم وتعميم النفع، فتم إنشاء قناة عبر الانترت حملت عنوان (المحظرة العالمية للعلوم الشرعية للتعليم الشرعي عن بعد) يتاح الولوج إليها بأسعار رمزية؛ يراد منها أساسا تغطية تكاليف التصوير والمونتاج والمساعدة في قسط من رواتب العاملين في المشروع، وقد بدأت انطلاقة المشروع في شهر مارس آذار 2018 حيث بدأت الدراسة الرسمية عن طريق النقل المباشر بالصوت والصورة لكبار العلماء والمدرسين سواء من مشايخ محظرة النباغية أو من خريجها ، وتتناول مجالات الدراسة: شتى مواضيع العلوم الشرعية واللغوية؛ مثل العقيدة الإسلامية على مذهب الإمام الأشعري، والتصوف على مذهب الجنيد المبني على اتباع الكتاب والسنة المطهرة، بالإضافة للقراءات والتفسير والسيرة ومصطلح الحديث وأصول الفقه والمنطق وفقه الإمام مالك وعلوم اللغة العربية، مع مراعاة التدرج في النصوص؛ بدءً بأقصر المختصرات وانتهاءً بالمطولات، كما قررت إدارة المحظرة تدريس المذهب الشافعي بدءً من كتاب سفينة النجاة، وانتهاء بشروح منهاج الطالبين،
أهداف المشروع:
يرى القائمون على مشروع المحظرة العصرية أنه يهدف إلى: نقل العلوم الشرعية في المحظرة إلى طلبة العلم في العالم أينما كانوا،بوسائل تقنية حديثة حيث تم التعاقد في هذا الخصوص مع أكبر شركات الإنتاج الإعلامي في موريتانيا لتولي التصوير والتسجيل والإخراج والبث.
كما يهدف المشروع إلى توفير الراحة والمال لطلبة العلم ، لأنهم يتكلفون أموالا طائلة فى السفر إلى شنقيط، زيادة على طبيعة المناخ الحار جدا والذي يصعب على الكثير من الوافدين التعايش معه، فضلا عن نوعية التلقي وجودة المحتوى العلمي؛ حيث يضمن لهم المشروع الحصول على دروس من إعداد وتقديم مشايخ مبرزين معروفين في الساحة العلمية وأغلبهم يدرس في محظرة النباغية ومتعاون مع جامعات إسلامية في موريتانيا وخارجها.
يذكر أن محظرة النباغية صرح علمي قائم على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي وطريقة الجنيد تأسس هذا الصرح بشكل رسمي منتظم في أواخر ثمانينيات القرن الهجري الرابع عشر على يد العلامة محمد فال (اباه) بن عبد الله. وقد بدأت المحضرة تستقبل أفواج الطلاب المتدفقة من شتى أنحاء العالم من موافقين لمنهجها الفكري المذكور ومخالفين؛ ففتحت أبوابها للجميع وجادت عليهم بمعارفها، ووفرت لهم ظروف الطلب من سكن ومؤن ، بموارد ذاتية،
وظل شيخ المحضرة حريصا على أن يتم التعايش السلمي بين مختلف طوائف الطلبة ذات الأهواء والنّحل المختلفة على أكمل وجه ، وذلك بحصر دائرة البحث في الإطار الذي يجمع الجميع ، واجتناب ما يفرق الجماعة، وقد استقبلت المحضرة على مدى السنوات الثلاثين الاخيرة آلاف الطلاب من مختلف القارات الخمس ، وقد رجع كثير من نبغائهم إلى أوطانهم وأقاموا فيها محاضر منبثقة عن المحضرة في المناهج والمضامين.
ويأتي مشروع المحظرة العالمية للتعليم عن بعد، لمواصلة هذا الدور الريادي، وقد سُجلت عشرات الدروس ونقلت عبر اليوتوب، واكتملت بعض الكتب، ولاحظ القائمون ازدياد الطلب على التسجيل، وهو فرصة للباحثين وطلبة العلم من جميع دول العالم