سنوات و انا أتابع بشكل يومي قصة الشيخ الرضى و انتقالاتها المبدعة و العجيبة من مرحلة لأخرى لدرجة انني صرت افكر في الإضافة لسيرتي الذاتية : باحث في الرضى لوجيا.
علم جديد من انجازات موريتانيا الجديدة و إفرازات حكم ولد عبد العزيز الفريدة.
فخامة الرئيس محب للحجابة و عاشق للعقار و استطاع التوفيق بينهما بخلق ظاهرة الشيخ الرضى وعصابته.
رغم إيمانه بقدرات الشيخ الرضى لم يستطع ان يتغلب على غريزته الفطرية في عدم البذل ولكن المشكلة أن الحجاب لا بد له من أجرة "ملح ليد" و إلا لحدث مالا يحمد عقباه.
حل هذه المعضلة كان بإهداء شيخه الحماية و الرعاية لممارسة أكبر عملية نصب و احتيال في تاريخ موريتانيا و الاستفادة من العملية في تحويل ملكية اهم العقارات على مرأى و مسمع من الأجهزة الأمنية.
السيد الرئيس لم يكتف بنهب موريتانيا لدرجة إغراقها بالديون و إهدار الفائض المالي المتحصل عليه من الطفرة في السنوات الماضية في أسعار المواد الخام و الانخفاض الحاد في سعر الوقود الذي خفف الفاتورة النفطية و استطاع تحصيل مئات المليارات بفضل استمراره في رفع سعر البيع للمواطنين.
لم يرضيه القضاء على رجال الأعمال المعروفين في البلد و السيطرة على السوق من خلال واجهات مالية.
لم يكفه إغراق سنيم ونهبها المنظم بصفقات لا علاقة لها بالإنتاج كتقدمة القروض للقطاع الخاص كما في حالة ولد الصحراوي الذي منحته قرضا لا إمكانية لاسترجاعه ب15 مليار او بصفقات توفر عمولات ضخمة كما في عمارة نواكشوط التي ظهرت التشققات بأعمدتها قبل اكتمالها، نعم لقد استنزفت الشركة لدرجة اصبحت للمرة الأولى في تاريخها تتلكأ في الدفع لمورديها.
نهب الدولة لم يكن ليشبع صاحبنا، و غريزته لجمع العقارات لم تكتف بالاستيلاء على الأراضي العمومية من مدارس و ثكنات بل كان لا بد لها من عملية عبقرية تمكنه من التحصل على اثمن العقارات بأثمان بخسة.
هذا هو التفسير الوحيد لترك هذه العصابة تعمل على مرأى و مسمع من السلطات لسنوات رغم التحذيرات المتكررة و حمايتها المفضوحة التي وصلت الى تخصيص سيارات من الدرك ترابط ليلا في التيسير لحماية زعيم العصابة من غضبة الضحايا رغم الانفلات الأمني في نواكشوط والحاجة لكل عنصر.
الآن تحاول العصابة امتصاص الصدمة من خلال إغراق الناس بالوهم ليبتلعوا الحقيقة المرة بتبخر اموالهم قطرة قطرة.
في سنة ماضية أعلنوا ان ولد الصحراوي سيدفع الديون و أغرقونا بالقصائد في مدحه وطبعا لم يحدث شيء ، و من فترة أعلنوا عن تولي ولد الدولة دفع الديون في بيان مليئ بالامداح له و للسيد الرئيس لكرمه و جوده و اصله الشريف و طبعا لم يحدث أي شيء.
الآن انتقلوا لتهنئة ولد الصحراوي بتصدير الفوسفات ، الظريف ان المصدر المزعوم لم يعلن الأمر، و أن الدولة التي عودتنا على تغطية الإعلام الرسمي و حضوركبار المسؤولين لتدشين حنفية واحدة لم تحتف بهذا الحدث الجلل.
الحقيقة ان منجم الفوسفات لم يتم استغلاله حتى الآن بسبب غياب الوسائل لنقله و التي حصرتها الدراسات إما في قطار أو عمل منشئات في نهر السنغال تتيح حمله عبر السفن النهرية و هو ما لم يتحقق حتى الآن.
كما يحتاج لتطوير للميناء من خلال ارصفة و قلابات ضخمة تسرع من ملئ السفن كما هو الحال في الميناء المعدني بنواذيبو.
ادعاء تصدير الفوسفات عبر السيارات من منجم بوفال يشبه تماما الدعوى باستيراد السكر بواسطة البريد الجوي السريع "دي أتش أل ".
مهازل لا نهاية لها و عشرات آلاف الأسر دمرت حياتها و قضي على مدخراتها و اخرجت من ديارها في مقابل اوراق سطرها نصابون ورئيس لا هم له إلا حماية حجّابه المحبوب الذي أتاح له نهب المواطنين بعد إكماله نهب الدولة ليختتم مدته الرئاسية بقنبلة موقوتة.