الطريق إلى دكار .. أثار الكثير من اللغط.. بين من قرأ فيه محاولة من قناة الجزيرة للإضرار بموريتانيا، و من نظر إليه كعمل صحفي مهني و ليس الهدف منه الإساءة إلى موريتانيا.. و لأن هذا الوثائقي هز الشعور العام، حرصت على متابعته فرأيت أن أشاطركم بعض الخلاصات :
1. لا يمكن الجزم بأن المراد هو الإساءة فلو كانت هي الهدف لتوقف المصورين عند نقاط تفتيش أكثر و لحاولوا تدوين المعاملات عند تلك النقاط..
2. إلا أن ما يسجله المتتبع لمسار قائدي الشاحنتين هو وجود ثلاثة فضاءات على الطريق الرابط بين آگادير و دكار: فضاء النظم و التنظيم الذي ينتهي عند الگرگرات حيث يبدأ فضاء "السيبة"، فيه برزخ يسمى قندهار يعدّك لما بعده حتى تصل ضفاف نهر السنغال حيث تظهر من جديد بوادر الإنسانية الواعدة..
لكن الإيحاءات لم تجسد في صورة أو واقعة واحدة.. و اكتفي المحقق بحديث السائقين دون أي محاولة لإعطائها صبغة الحقيقة المحققة.. فالمهم هو الحكاية و على المتلقي أن يتصور ما بذله الفريق المحضر للبرنامج من جهود لإعطاء شهادة السائقين قوة المٰعاش.. إلا أن وجود كاميرا (واحدة) على متن إحدى الشاحنتين يعد إنجازا لو أن المسافرين على هذه الطريق يلقون من الإهانات ما ادعاه هؤلاء.. ففي اللقطة التي يوهم فيها أحد أبطال القصة انه يدفع ثمن للقوة الموجودة عند نقطة التفتيش هو الذي يتحدث من بعيد مع احد لا نراه ليقول له بعد السؤال عن حاله " ما خالگ سكر ما خالگ شاي".. إما أن يكون يسأل فلم نسمع جوابا، إما أن يكون رادا على طلب لم نسمعه و لم يكن اصلا... و في الحالتين لا يمكن اخذ تصريحات السائقين اساسا لقصة يراد لها أن تظهر معاناة سالكي الطريق الرابط ما بين أوروبا و أفريقيا عبر المغرب و موريتانيا..
بذلك يكون الوثائقي إساءة و ظلما لبلدنا..
محمد فال ولد عمير / صحفي موريتاني