مجلس اللسان العربي ينظم محاضرة حول "الأسلمة والتعريب في الغرب الإسلامي"

اثنين, 08/12/2025 - 12:11

نظّم مجلس اللسان العربي بموريتانيا صباح السبت 15 جمادى الآخرة 1447هـ الموافق 06 ديسمبر 2025م محاضرة علمية بعنوان: "الأسلمة والتعريب بالغرب الإسلامي: رؤى ومقاربات"، قدّمها الباحث المغربي الزائر الدكتور الوافي نوحي، مدير مركز الدراسات التاريخية والبيئية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وذلك في القاعة القاسمية بمقر المجلس.

 

وتأتي هذه المحاضرة، وهي رقم 46 ضمن برنامج المجلس من الندوات والمحاضرات، في إطار فعاليات شهر اللغة العربية الذي انطلق مطلع الشهر الجاري بمبادرة من مجلس اللسان العربي، وبرعاية وحضور معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور الحسين امدو، وبمشاركة منسقية سدنة اللغة العربية تحت شعار:

"مسارات مبتكرة للغة العربية: سياسات وممارسات من أجل مستقبل لغوي أكثر شمولاً".

 

وشهدت الفعالية حضور عدد من الشخصيات الرسمية والعلمية، من بينهم معالي محمد عبد الله لحبيب رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، إضافة إلى وزراء سابقين وكبار اللغويين والمثقفين وجمهور واسع من المهتمين بلغة القرآن، إلى جانب ممثلي الهيئات الفاعلة في التمكين للعربية.

 

وقدّم المحاضرة رئيس المجلس الدكتور الخليل النحوي، فيما أدارها الأستاذ الدكتور محمد ولد امين. وأكد النحوي في كلمته الافتتاحية أن اللغة العربية، رغم اقترانها التاريخي بالإسلام، قد تجاوزت هذا الارتباط لتشكّل وعاءً حضارياً للتجارب الإنسانية في مناطق لا يشكّل فيها الإسلام حضورًا كبيرًا.

 

وخلال محاضرته، استعرض الدكتور الوافي نوحي مسارات دخول الإسلام إلى مناطق المغرب الكبير، بدءًا من المغرب الأدنى (تونس) فالمغرب الأوسط (الجزائر) فالمغرب الأقصى، متوقفًا عند المسار التاريخي الذي سلكه القائد عقبة بن نافع من القيروان عبر ممر تازة إلى طنجة ووليلي وأطراف الأطلس، ثم صحراء درعة، وصولاً إلى استشهاده في كمين بقيادة كسيلة قرب تهوذة. وركّز الباحث على أهم سمات هذا المسار، بما فيها التوغّل العميق نحو أقصى المغرب، وبناء المساجد، وترسيخ الدعوة الإسلامية، ومواجهة المقاومة المحلية.

كما تناولت المحاضرة تطور عمليتي الأسلمة والتعريب في الغرب الإسلامي عبر العصور، بدءًا من الفتح المبكر، مرورًا بعصر الولاة والدولة الأموية، ثم الدول المستقلة مثل الأدارسة والمرابطين والموحدين، وصولاً إلى التفاعل الحضاري العميق بين العرب والبربر وما نتج عنه من مزج لغوي وثقافي أسهم في تشكيل الهوية العربية-الإسلامية للمنطقة مع حفاظها على خصوصياتها المحلية.

 

وفي ختام مداخلته، أكد الدكتور نوحي أن الغرب الإسلامي، بما فيه المغرب الكبير والأندلس، شكّل فضاءً حيوياً للتفاعل الحضاري، وأن دراسة مسارات أسلمته وتعريبه تكشف عن دينامية المنطقة وقدرتها على صوغ هويتها عبر التاريخ.

تصفح أيضا...