
أطلق مجلس اللسان العربي أمس الاثنين حفل انطلاق شهر اللغة العربية لسنة 2025م، تحت شعار "مسارات مبتكرة للغة العربية: سياسات وممارسات من أجل مستقبل لغوي أكثر شمولا".
ودعا الدكتور الحسين مدو وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة خطاب الافتتاح الرسمي لانطلاق شهر اللغة العربية، إلى إعطاء اللغة العربية حقها "في بلد حملها هنا على وهن".
وأشار وزير الثقافة، إلى أن هذا اللقاء يحمل دلالة عميقة على ما توليه الجمهورية الإسلامية الموريتانية للغة العربية من تقدير وحرصها على صونها ونشرها، لأنها لغة القرآن ووعاء القيم والمعارف وجسر التواصل بين الأجيال والشعوب، مؤكدا أن اللغة العربية في موريتانيا كانت منارة متقدة وسفارة متنقلة حملها العلماء والشعراء في كل زمان ومكان، ناشرين ضياءها ومعارفها، محفزين الإبداع ومثبتين هويتها.
وأعرب رئيس مجلس اللسان الشيخ والنائب الخليل النحوي عن اعتزازه بالتطور الكبير في العناية بلغة الضاد والسعي للتمكين لها، حيث بدأ التنسيق لاحتفاليات اللغة العربية بمشاركة أربع هيئات فقط، بينما تجاوز عددها اليوم عشرين هيئة تنضوي تحت لواء منسقية سدنة اللغة العربية، ومن حيث الأمد الزمني كانت البداية الاحتفالَ ليوم واحد هو 18 ديسمبر، اليوم العالمي للغة العربية، على غرار العالم كله، ثم أصبح الاحتفاء أسبوعا كاملا، ثم عشرة أيام، ثم الشهر كله.
وأوضح الشيخ الخليل النحوي أن شعار احتفال العالم باللغة العربية هذه السنة يؤكد أنها لغة عالمية ولغة ابتكار ولغة مستقبل، مذكرا بأن اللغة العربية قد التحقت العام الماضي باللغات الكبرى ذات المعاجم التاريخية، وذلك بإنجاز أول معجم تاريخي للغة العربية بتضافر جهود مجامع اللغة العربية، ومن بينها مجلس اللسان العربي في موريتانيا، وبدعم كريم ورعاية مباشرة من صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة. وقد احتفلت اليونيسكو بهذا المعجم التاريخي باعتباره أضخم معجم لغوي في تاريخ البشرية إلى اليوم.
وتحدث رئيس مجلس اللسان العربي عن الأدوار العلمية والثقافية للغة العربية وتأثيرها البين في عشرات اللغات الإفريقية والآسيوية والأوروبية؛ سواء بمنحها الحرف الكتابي العربي أو بإسعافها بالكلمات والمصطلحات والأساليب العربية. كما بات لها اليوم حضور عالمي بتدريسها في كبريات الجامعات والمعاهد في العالم كله، معطيا أمثلة كثيرة على انتشار اللغة العربية وعدد الناطقين بها من غير العرب، وحضورها المتزايد في الوسائط الرقمية.
ونظم الحفل في فندق "موريسانتر" بانواكشوط بإشراف وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الدكتور الحسين مدو، ومحمد عبد الله لحبيب رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، زو وزراء سابقون ومسؤولون رسميون وعدد من كبار اللغويين والمثقفين وجمهور من محبي لغة القرآن العظيم، بالإضافة إلى قادة الهيئات العاملة على تمكين اللغة العربية وفي مقدمتها أعضاء منسقية سدنة اللغة العربية.






