
اقتحمت شاحنة ضخمة محملة بالمعدات والآليات أرضية الملعب الرياضي الوحيد في مدينة نواذيبو، الممولة نجيلته من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، لتدهس عجلاتها الثقيلة العشب الاصطناعي الذي كلف عشرات ملايين الأوقية.
المنشأة، التي نزِلت بعد جهود فنية ودبلوماسية طويلة، تحوّلت بلحظة إلى ساحة تجوال للشاحنات، وسط غياب تام للرقابة وتجاهل صريح لمعايير الصيانة واحترام المرافق العامة، في مشهد يجسّد الاستهتار وغياب الحد الأدنى من المسؤولية.
والمفارقة الصادمة أن الجهات المسؤولة عن حماية هذه المنشأة – من وزارة الشباب والرياضة إلى وزارة الثقافة والسلطات المحلية – لم تحرك ساكنا، بل بدا وكأنها تبارك هذا العبث بصمتها المريب.
والأخطر من ذلك، أن الواقعة تمت – بحسب مصادر محلية – برعاية جهات رسمية، ما يعكس مستوى غير مسبوق من التسيب والجهل بأبسط متطلبات إدارة البنية التحتية.
في مدن تحترم نفسها، مثل هذا التصرف كافٍ لإقالة ومحاسبة كل من سمح به.. أما عندنا، فتمر الأخطاء الكبرى كما تمر الشاحنات فوق العشب، دون أن يتحرك ساكن
باباه ولد عابدين - نواذيبو

