كثيرون كتبوا في هذا الفضاء يعزون في الفقيد الأعز الرئيس عبد الله دياكيتى و يذكرون مناقبه و محاسنه و هي كثيرة ، و كثيرون من الأهل و الإخوان و الأصدقاء تألموا لفقدانه و بكوا أخوته و صفاءه و صدقه ، حق لمن كتب أن يكتب و لمن أثنى أن يثني و لمن بكى أن يبكي و لكن لي خصوصية في هذا الموضوع أعتز بها و أفخر ، ذلك أنني من أوائل من تعرف في هذا المشروع على الأخ عبد الله دياكيتى
في تلك الأمسية الأخوية الوحدوية في حي بغداد بترتيب من أخ عزيز و شيخ كريم هو الإمام عبد الله صار ( إمام )
من تلك الليلة ربطتني بالأخ عبد الله علاقة خاصة و أخوة خاصة ، كان واضحا أن له تميزا و أن فيه سمت الصادقين و أمارات المخلصين .
عشنا معا أحوالا و ظروفا و أحداثا و أعمالا تأكد فيها و أثناءها أن صدق الرجل أصيل و إخلاصه بلا تكلف و حبه لإخوانه مترجم في سلوكه و أفعاله قبل كلامه و خطابه .
جمع الأخ عبد الله بين سمت الداعية و حنكة السياسي و إحساس الحقوقي و رقة فاعل الخير و محبه.
إذا غضب- و نادرا ما يفعل رغم توفر الأسباب - فعلها بهدوء و اتزان ثم أسرع في العلاج و التسوية بأخوية نادرة و حب شديد .
في بعض الأحيان يظنه البعض غافلا - فقد كانت تجهده المهام و الاجتماعات - بل و نائما فإذا تكلم أسمع و أوضح و أقنع .
يؤكد الماضي السياسي للأخ الرئيس عبد الله دياكيتى أن مزاجه وطني و منزعه وحدوي و لكنه لم يطمئن لهذا المزاج و لهذا المنزع إلا في حاضنة الفكر الاسلامي و المدرسة الاصلاحية الوسطية .
كان شديد التعلق بالقرآن محبا للغة العربية متشبثا بالوحدة الوطنية الجامعة التي لا فضل فيها إلا بالتقوى و العمل الصالح للوطن ، مما يحز في نفسي أنني و إياه لم نوفق في أن يجد تكوينا سريعا و متكاملا في اللغة العربية في إحدى الدول العربية و قد كان متعلقا بذلك و لكن المشاغل و ظروف المرض أسهمت في أن لايكون
الشهادة للأخ عبد الله لم تقتصر على إخوانه و لا أهله و أسرته بل إن جيرانه شهدوا و عارفيه في المساجد القريبة من السكن أو العمل شهدوا و زملاءه في الوظيفة حيث الشغل شهدوا ، كل هؤلاء يشهدون له بالصدق و الأمانة والإخلاص و حب الخير و السعي فيه و إليه .
رحم الله أخانا و حبيبنا و رئيسنا عبد الله جاكيتى ، اللهم ارحمه و اغفر له و اعف عنه و عافه ، اللهم اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، و ألهمنا و أهله و أحباءه و ذريته الصبر و السلوان .
لقد كان الأخ عبد الله دياكيتى عبدا صالحا لا أزكيه على الله و لكنه فيما يظهر لنا كان نقيا من الغل و الحسد و تلك نعمة يتجاوز بها صاحبها غيره في منازل المقربين و الصالحين .
جميل منصور