
لم أكن أريد أن أسهم في حديث الذكريات بمناسبة الثامن من يونيو، لسببين أولهما أن للثامن من يونيو 2003 سياقه وظروفه وخصوصياته مما لاتناسب في حقه إشادة مفتوحة ولا إدانة تلقائية خصوصا منا اليوم، وثانيهما أنه لم يتح بعد البوح بكل ماجرى أولم يناسب فمازالت بعض القيود والتحفظات قائمة، ولكن بعض الذي كتب مبالغة في الإشادة أوتشنيعا في الإدانة، دفعني إلى تسجيل ملاحظة عامة أضمنها رأيي في مسألة مازال أشخاصها حاضرين وأحيانا فاعلين - أوكذلك يتمنون - ومازالت تداعياتها متواصلة وإن خفت وتراجعت.
أرجح أن فرسان التغيير قبل أن ينتظم تحت هذا الإسم وكذلك بعده كان تنظيما مستقلا لايتبع لأي حركة اوحزب وهدفه الأساسي كان الإطاحة بنظام الرئيس معاوية ولد سيد احمد ولد الطائع، صحيح لافراد منه ولاء سابق أوتعاطف لاحق مع هذه المدرسة أوتلك، وربما سعت هذه الجهة اوتلك إلى اختراق هذا التنظيم سواء كان الاختراق زرعا تقليديا لهذا القيادي أوتأثيرا ناعما عليه.
كان واضحا أن هناك ضعفا في التحضير للثامن من يونيو وارتباكا في التخطيط والتنفيذ من بعده، ولعل اهم درس من هذه المحاولة كان أن الشجاعة لاتكفي وحدها لإنجاح الإنقلابات، وأن الصفوف المختلفة لاتستطيع تحقيق النصر.
يبقى أن الوصول إلى السلطة بالقوة محكوم بقوانين القوة، والغالب أن الانقلاب العسكري ولو على الأنظمة المستبدة - و كذلك كان الحال في 8 يونيو 2003 - لن ينتج إلا أنظمة مستبدة، والتجارب شاهدة ومؤكدة.