مصر التي علمتني… لنبنِ معًا نموذجًا عربيًا فريدًا / محمد لخليفة ولد محمد لحمد

أربعاء, 28/05/2025 - 12:58

حين يعود النيل ليهمس في الذاكرة، تستيقظ كل التفاصيل الجميلة التي طبعت روحي في سنوات الدراسة في أرض الكنانة. جلست في مقاهي خان الخليلي والسيدة زينب، سِرت في شوارع الإسكندرية، وتأملت زرقة البحر في شرم الشيخ، ووجدت في كل مصري التقيته قلبًا واسعًا، وأدبًا جمًّا، ووفاءً لا يُنسى.

 

واليوم، وأنا أتابع أعمال الدورة الثانية للجنة المشتركة الموريتانية المصرية في نواكشوط، وكان لي شرف حضور مأدبة العشاء التي نظّمتها السفارة المصرية على شرف معالي وزير الخارجية المصري السيد بدر عبد العاطي، رفقة رئيس حزب الإنصاف السيد سيد أحمد ولد محمد، الذي هو بدوره أحد خريجي الجامعات المصرية… شعرت أن اللحظة التاريخية قد حانت لردّ بعضٍ من ذلك الجميل.

 

يالها من مصادفة جميلة أن نلتقي في هذا الإطار الرسمي والودي في آن واحد، تحت مظلة الأخوّة العربية الصادقة، لنشهد معًا على هذا الزخم السياسي والدبلوماسي المتجدد. وقد أجاد معالي الوزير بدر عبد العاطي في كلمته، وأفاد، وأظهر حماسة وجاهزية كبيرة تستحق منا التثمين، بل وتتطلب استغلالها بحكمة وسرعة لترجمتها إلى مشاريع شراكة واقعية.

 

مصر التي تقود نهضة تنموية شاملة، وموريتانيا التي تزخر بثروات طبيعية ومقدرات استثمارية غير مستغلة بالكامل، يمكن أن تكمّل إحداهما الأخرى في نموذج تعاون عربي ناجح:

• موريتانيا تملك احتياطات هائلة من الحديد، والذهب، والنحاس، والغاز، وساحلًا غنيًا بمصائد الأسماك.

• مصر تملك الخبرة، ورجال الأعمال، والبنية التحتية المالية واللوجستية، والنفاذ إلى الأسواق الإفريقية والعربية.

 

إن العلاقة المميزة بين قائدي البلدين، فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كفيلة بإزالة كل العوائق، وخلق بيئة ملائمة للاستثمار والتكامل في مجالات الطاقة، والتعليم، والزراعة، والصيد، والصناعة، والسياحة.

 

ما بين قلب الصحراء الموريتانية ونيل مصر الخالد، هناك فرصة حقيقية لبناء نموذج فريد من الشراكة، لا يقوم فقط على المصالح الاقتصادية، بل على الأخوّة والتاريخ والمصير المشترك.

 

فلنحوّل هذه الدورة الثانية إلى نقطة انطلاق لعهد جديد، يكون فيه الاستثمار المصري في موريتانيا أحد أعمدة التعاون العربي الناجح، وتكون فيه موريتانيا بوابة لمصر إلى العمق الإفريقي.

 

وإنني على يقين – وأنا من شربت من نيل مصر – أن المصريين إذا أحبّوا، أخلصوا، وإذا قرّروا، أنجزوا.

 

فلنبنِ معًا مستقبلًا يليق بشعبين يستحقان الأفضل.

 

محمد لخليفة ولد محمد لحمد

 

المستشار الإعلامي لرئيس حزب الإنصاف

تصفح أيضا...