تدشين "جسر الصداقة" في نواكشوط: تجسيد جديد للشراكة الموريتانية الصينية

جمعة, 16/05/2025 - 16:00

 

تم، يوم أمس  في العاصمة نواكشوط، تدشين "جسر الصداقة"، المشروع الذي أشرفت على تنفيذه جمهورية الصين الشعبية في إطار تعاونها الإنمائي مع موريتانيا. 
ويعد هذا الجسر من أبرز مشاريع البنية التحتية التي شهدتها العاصمة خلال السنوات الأخيرة، لما له من أهمية في تحسين انسيابية حركة المرور وتعزيز الربط بين أحياء نواكشوط.

ويأتي إنجاز هذا المشروع في سياق علاقة طويلة ومتصاعدة بين موريتانيا وجمهورية الصين، بدأت منذ عهد الرئيس المؤسس المختار ولد داداه، الذي أرسى أولى دعائم التعاون الثنائي مع بكين، لتستمر الشراكة على مدى العقود، متجاوزة الجانب السياسي إلى مجالات أوسع تشمل التنمية، الصحة، التعليم، والمياه.

تعكس المشاريع الصينية في موريتانيا، وفي إفريقيا عمومًا، التوجه الاستراتيجي لبكين في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، التي تهدف إلى توسيع الشراكات مع الدول النامية عبر دعم مشاريع تنموية واقعية وغير مشروطة.
وفي موريتانيا، تبرز الصين كأحد أبرز الممولين الخارجيين في السنوات الأخيرة. وقد موّلت بكين عددًا من المشاريع الكبرى، من بينها:
• مشروع آفطوط الساحلي، الذي وفّر المياه الصالحة للشرب للعاصمة نواكشوط.
• مستشفى الصداقة في نواكشوط، وهو من أهم المنشآت الصحية التي تستقبل آلاف المرضى سنويًا.
• مستشفى كيفة في ولاية لعصابة ، لتعزيز العرض الصحي في الداخل.
• توسعة ميناء نواكشوط المستقل (ميناء الصداقة)، مما أسهم في رفع قدرة البلاد على استقبال البضائع وتعزيز التبادل التجاري.
• وأخيرًا، جسر الصداقة، الذي يمثل قيمة مضافة للبنية التحتية الحضرية.

لا يقتصر الحضور الصيني في موريتانيا على الجانب التمويلي، بل يعبّر عن شراكة استراتيجية قائمة على الثقة المتبادلة وتطابق الأولويات. ويتميّز هذا التعاون بكونه يتوجه مباشرة إلى المشاريع التي تمس حياة الناس، بعيدًا عن التعقيدات السياسية أو المشروطيات الاقتصادية.
ويرى مراقبون أن تدشين "جسر الصداقة" يأتي تتويجًا لمسار طويل من التعاون العملي، ويُتوقع أن يُسهم في تسهيل حركة المرور وتحسين ربط العاصمة بشبكاتها الداخلية، كما يُعد نموذجًا يحتذى في المشاريع التي تجمع بين الدقة الفنية والدلالة الرمزية.
   سيداحمد سيدنا

تصفح أيضا...