
في ظل التحولات المستمرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وما يصاحبها من اضطرابات مالية وتقلبات جيوسياسية، نادراً ما تنجح المؤسسات في الحفاظ على مصداقيتها وترسيخ ثقة الفاعلين الاقتصاديين. وفي موريتانيا، فإن هذا الاستقرار الثمين يحمل بصمات الصرامة والكفاءة التي يتمتع بها محافظ البنك المركزي، السيد محمد الأمين ولد الذهبي.
فمن موقعه السابق كوزير للاقتصاد والمالية، تميز السيد ولد الذهبي برؤية استراتيجية والتزام راسخ بخدمة المصلحة العامة. وقد شكّل تعيينه على رأس البنك المركزي انطلاقة مرحلة جديدة، اتسمت بالحكمة في إدارة الاحتياطات، وتحديث النظام المصرفي، والسعي الجاد نحو تعزيز الشفافية المالية والحَوكمة الرشيدة.
منذ تسلّمه المنصب، عمل بفعالية واقتدار على إعادة هيبة المؤسسة النقدية، وسعى إلى تكييف أدواتها مع متطلبات التنمية المستدامة والشمول المالي. وبفضل جهوده، أضحى البنك المركزي الموريتاني حصناً منيعاً في مواجهة التضخم، وبوصلة موثوقة للمستثمرين، ومحركاً حيوياً للابتكار المالي.
اتسم أداؤه بالتواضع والنجاعة معاً. وفي الأوساط الاقتصادية، كما لدى الشركاء الدوليين، يُقرن اسمه بالجدية والكفاءة والإخلاص. وقد أكسبه ذلك احتراماً واسعاً وإعجاباً متزايداً على المستويين الوطني والإقليمي.
ولتوضيح الأثر الملموس لعمله، يمكن إبراز عدد من الإنجازات المهمة، منها:
1. تحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي وخفض الدين العام: حيث ساهم في ترسيخ الانضباط المالي وضمان استدامة المديونية.
2. التحكم في معدلات التضخم: من خلال سياسات نقدية صارمة حافظت على القوة الشرائية ووفرت مناخاً ملائماً للاستثمار.
3. استقرار سعر الصرف والإدارة الحكيمة للاحتياطات: مما عزز قدرة البلاد على مواجهة الصدمات الخارجية.
4. إصلاح القطاع المصرفي: عبر تقوية الإطار القانوني وتحسين آليات الرقابة والامتثال للمعايير الدولية.
5. تعزيز الشمول المالي: من خلال توسيع الوصول إلى الخدمات المالية، خاصة في المناطق الريفية والمهمشة.
6. رقمنة القطاع المالي وتشجيع الابتكار: مما ساهم في تطوير حلول دفع حديثة وآمنة.
7. التمهيد لإطلاق بورصة نواكشوط: كخطوة استراتيجية لتنشيط الاستثمار وتنويع مصادر التمويل.
تجسّد هذه الإنجازات كفاءة السيد محمد الأمين ولد الذهبي ورؤيته الثاقبة، مما يجعله أحد الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية والاستقرار المالي في موريتانيا.
وبتهانينا الصادقة له، نحيّي فيه رجل الدولة المتبصّر، الوطني المخلص، الذي يجسّد جيلاً جديداً من القادة القادرين على الجمع بين تقاليد الدولة الجمهورية والانفتاح على آفاق العالم.
وموريتانيا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى رجال من هذا الطراز لمواجهة تحديات المستقبل بعزيمة وبصيرة.
محمد ولد أعلية الملقب حمادة ..أستاذ و اقتصادي