تحل اليوم الذكرى الثمانين ( 2012 ) لرحيل الشهيد الأمير سيد أحمد ولد أحمد ولد عيده الذي قتله المستعمر الفرنسي في وديان الخرّوب (تيرس زمور) 19 مارس 1932 و بهذه المناسبة ننشر قصيدة الشاعر الشيخ ولد بلعمش في رثاء الأمير الشهيد :
وَ مَرَّتْ ثمانون التَحَفْتَ بِها الثّرى ـ ـ ـ و إن كنتَ في الأياَّم موطِنُك الذُّرى
ثباتَ جبالِ الأرضِ ما لِنْتَ للعِدَى ـ ـ ـ وتأبى طباعُ الحر أن تتغيَّرا
رَجَعْتَ فَمَا أضْمَرْتَ حِقْداً لِمُسْلِمٍ ـ ـ ـ وَ أنْتَ الذي لوْ شِئْتَ أَصْبَحْتَ قَيْصَرا
وَ لكنْ أطعتَ اللهَ جَهْراً وَ جَوْهَراً ـ ـ ـ وَكُنْتَ لَهُ حَقًّا فَكَانَ لَكَ الْوَرَى
و يوصي بك الشيخُ المُجَاهِد صَحْبَهُ ـ ـ ـ فَهَلْ كُنْتَ نَعْتًا فِي البِدايَاتِ مُضْمَرَا؟
قعدتَ لِجَيْشِ المُعْتَدي كلَّ مَرْصَدٍ ـ ـ ـ فَتَغْدُو إِذَا يَغْدو وَ تَسْرِي إِذَا سَرَى
وَ مَا هو إلا العمرُ وَفَّيْتَ حَقَّه ـ ـ ـ فَعِشْتَ أَميراً و ارْتَحَلْتَ مُؤمَّرا
لِئِنْ كَانَ فِي تِيشيتَ جرحك نازفاً ـ ـ ـ فَمَا جَرَحوا مِنْ كِبْرِيَائكَ مَظْهَرا
تُغَالِبُ دمع الشوق في لبِّطانِهم ـ ـ ـ و تبعثه حَرْفاً نَديًّا مُعَطَّرا
و ظنّوا ثيابَ الملك تُغريكَ ، وَيْحَهُمْ ـ ـ ـ سَتأْبى سيوفُ الحق أنْ تتكَسَّرا
أخيراً تريدُ الروح كسر قُيودِها ـ ـ ـ و تتركه ذكرا منَ المسكِ أَطْهَرا
سقى الله قبرا لوْ رَأى من نَزيلُه ـ ـ ـ لأجهشَ يَبْكِي عِبْرَةً وَ تَحَسُّرا
كأني بذاك الضيف يرقُبُ حالَنا ـ ـ ـ و يَسْأَلُ عـــــنَّا مُشْفِقًا مُتَحَيِّرا
سلامٌ على الخرُّوبِ فاحَ عَبِيرُهُ ـ ـ ـ وَ وديانُه أهْدَتْ لَنَا الصُّبْحَ مُسْفِرا
الشيخ ولد بلعمش
19/03/2012