
تفاجأ كثيرون، وتعجبوا من الطريقة التي استقبل بها حمّالو ميناء نواكشوط المستقل فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي زارهم مساء أمس الإثنين، وأقام مأدبة إفطار على شرفهم، وذلك بعد أن تعودوا منهم استقبال الرؤساء بالإضرابات والوقفات الاحتجاجية، مطالبين بأبسط الحقوق، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.
فبعد ما مرّ به هؤلاء من سنوات التهميش والظلم والمضايقات، والحرمان من التنظيم وشروط العيش الكريم، التي يُعتبرون من أحق المواطنين بها، لجهدهم الكبير في سيرورة الاقتصاد الوطني، وديمومة المعيشة اليومية للمواطن، ولمستوياتهم المادية المتدنية، التقوا رئيس الجمهورية أثناء الحملة الانتخابية سنة 2019، وتعهد لهم بحل قضيتهم، وبعد انتخابه أصدر أوامره بالتسوية الفورية لها، وبشكل نهائي، وهو ما حدث بالفعل، حيث شُكّلت لجنة مشتركة؛ مكونة من ممثلين عن الوزارات المعنية، ومفتشية الشغل، وميناء نواكشوط المستقل، ونقابات الحمّالين، ورجال الأعمال، وعكفت هذه اللجنة على تجسيد توجيهات رئيس الجمهورية في نقاط محددة، الْتزم الجميع بتنفيذها في اتفاق أُبْرِم لتسوية هذه القضية، وانطلاق اكتتاب هؤلاء الحمالين، ووَضْع حدٍّ نهائي لمُعاناتهم التي دامت عُقوداً من الزمن.
وبدأ تنفيذ ذلك الاتفاق منذ سنة 2022، حيث نَصّ على اكتتاب الحمّالة المهنيين، على عدة مراحل، والتسريح الطوعي لغير المهنيين، مع تعويض مادي قدره 1700000 أوقية قديمة لكل واحد منهم.
فكانت نتيجة العملية في المرحلة الأولى هي اكتتاب 520 حمّالا مِهَنيا، بينما اختارت البقية من غير المهنيين التسريح الطوعي والحصول على التعويض المذكور، والإدراج في لائحة الانتظار، لأن الاتفاق ينص كذلك على اكتتاب سنوي لعدد منهم، للحلول مكان من يتقاعدون أو يُوافيهم الأجل المحتوم من العمّال المكتتبين.
كما تم إنشاء شركة تسيير العمل المينائي SOGETRAP خِصِّيصاً لإدارة أمور هؤلاء الحمّالين، وعكفت على إجراء تكوينات مستمرة لهم، وتواصلت عملية الاكتتاب بالفعل، وبشفافية تامة، بتنفيذ من الشركة، وبمتابعة حثيثة من الإدارة العامة للميناء، وذلك على النحو التالي:
سنة 2023 تم اكتتاب 5 عمّال من لائحة الانتظار.
سنة 2024 تم اكتتاب 33 عاملا من اللائحة.
سنة 2025 تم اكتتاب 13 عاملا منها كذلك.
وصار هؤلاء الحمّالون يعرفون بالعمّال الدائمين لشركة تسيير العمل المينائي SOGETRAP، ويتمتّعون جميعا بكل ما يتمتّع به سواهم من الموظفين الرسميين في الدولة، بما في ذلك الراتب الشهري الدائم، والتأمين الصحي، والانتساب لصندوق الضمان الاجتماعي، وحقوق التقاعد.
هذا ما جعل رئيس الجمهورية يستحق الشكر من هؤلاء "الحمّالة"، الذين عاشوا سنوات من التهميش والاستغلال والقهر، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
*عبدات الشيخ سك
رئيس مصلحة التوظيف والتحكم في شركة تسيير العمل المينائي SOGETRAP