الوزير "ولد گاگيه " يكتب خاطرة حول تولي المسؤولية: "من أوكلت إليه و لم يطلبها فتجب إعانته عليها.."

اثنين, 10/02/2025 - 08:33

كتب وزير التنمية الحيوانية المختار ولد گاگيه خاطرة عن المسؤولية في موريتانيا و قد أورد بعض الأحاديث و الأدلة المتعلقة بذلك و هذا نص ما كتب الوزير ولد گاگيه : 

 

خاطرة ببعض ما يهم المسؤول اليوم 
 

 

(١) في أن الأصل عدم طلب المسؤولية وأن من أعطيها من غير سؤال أعين عليها بخلاف من سألها:

 عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سَمُرَةَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا عبد الرحمن بن سَمُرَة، لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ؛ فإنك إن أُعْطِيتَها عن مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إليها، وإن أُعْطِيتَهَا عن غير مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عليها، وإذا حَلَفْتَ على يمينٍ فرأيتَ غيرها خيرًا منها، فَكَفِّرْ عن يمينك، وَأْتِ الذي هو خير».  
بل قد يتعين طلب المسؤولية:
كما في قصة يوسف عليه السلام :((قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)).
فمع أن الأصل نهي  الشرع عن طلب تولية الإمارة، لكن يوسف عليه السلام وازن بين المصلحة والمفسدة لأنه علم أن لا أحد يقوم بها مقامه في العدل والإصلاح.
قلت: وتعين المسؤولية تبعا لذلك على من علم بأنه الأصلح واضحة، لكن لعل الأمر لا يتضح لأحدنا اليوم إلا نادرا فلا يستسهلن الحكم بانفراده بالأهلية!.

(٣) في أن على من تحمل المسؤولية العمل:
قال تعالى: ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)).
وهي عامة، واردة في عمل المسلم كله، ويكفي ما فيها من الوعد والوعيد. 

(٤) وإذا اجتهد المسؤول في تحري الإخلاص والصواب في عمله؛ فقد أدى ما عليه، ولا يحزمنه عمل أعداء الإصلاح في الخفاء أو في العلن؛ فقد قال تعالى: ((وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ)).
 وهي آية تحمل تطمينا من الله له بقدر ما تحمل من الوعيد من الله لصاحب المكر السيئ.

(٥) ويوجه الحديث الشريف بما ينفع في التعاطي مع الإعلام اليوم:
(على رسلكما إنها صفية).
وقد اشتهرت لدينا عبارة (كان مالك يعتذر عن نفسه)؛حتى صارت مثلا.
ومع ذلك لا يحزمن المسؤول المجتهد الافتراء،  بعد أن يعمل بالأسباب في تجنبه ابتداء أو في نفيه بعد وقوعه؛ فقد قال تعالى: ((وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ)).
وهذه الآية أيضا تحمل تطمينا للمفترى عليه بقدر ما تحمل من الوعيد للمفتري.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تصفح أيضا...