قانون الأحزاب ،، في حده الحد الحد بين الجد واللعب : / محمد ولد افو

خميس, 26/12/2024 - 12:53

 

العمل السياسي من أكثر الأعمال حساسية وتعقيدا ، ففي خضمه تتشكل  المسؤوليات والتكليفات  بوضع الاستراتيجيات والتحليلات والدراسات في شتى مناحي الشأن العام .
وهو حاضنة الدربة على الرقابة والابتكار والمتابعة .
إنه باختصار ، بيئة التكوين والتأهيل لصناع الرأي والوعي  وقادة الأمم  .

والحزب السياسي هو الكيان المسؤول عن تهيئة القادة وتوعية الناس وتأطيرهم فكريا وحشدهم حول رؤية  واعية للنهضة .

ويمكننا ببساطة أن نقيم القوانين المنظمة لهذه الأحزاب  بناء على تجربتنا خلال العقود الثلاثة المنصرمة ، لنتمكن فعليا من قراءة واعية للإصلاح القانوني الذي أعلن عنه مؤخرا .

عشرات الأحزاب التي لا تتصف بالحد الأدنى من الوجود ناهيكم عن الفاعلية .
لا مقرات 
لا خطاب 
لا رؤية
لا نشاطات
ولا حتى أهلية فردية لأصحابها 

لقد كان الشأن العام قبل هذه الإصلاحات مجرد سوق مفتوحة للتربح وبيع الترشيحات .
لم توضع هذه الأحزاب يوما أمام تحديات جادة من شأنها أن تفرز أصحاب الشغف والأهلية والاستعداد والقوة .
بل إنها - وبدلا عن ذلك - شجعت على أن تكون أداة لتدمير الديمقراطية وعرقلة التجربة والوعي  الوطنيين .

أفرزت برلمانات مشلولة وصنعت سوقا لشراء الوجاهة المعنوية والنفوذ الطاغي وجعلت الوطن دولة بين الأغنياء والأغبياء  .
ومسخت الأهلية السياسية إلى أهلية نفوذ ، ووأدت بذلك مسار الفكر  السياسي المسؤول عن صناعة الوعي وتأهيل الرأى العام .

لقد نجح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في تمرير إصلاح استراتيجي كبير .
وعلى الرغم من المخاض العسير الذي مر به هذا الإصلاح إلا أن النتيجة كانت على قدر المسؤولية .

سيكون على المتطفلين وتجار المواقع والمواقف التفرغ لمهام تليق بإمكاناتهم وتناسب أهليتهم بعيدا عن التصدر للشأن العام .
وسيجد الشغف والأهلية السياسيين بيئة حاضنة للانضباط والعمل الدائم .
سيواجه الجادون تحديات تليق بالقادة ولا يستطيع مجاراتها ولا مواكبتها غير الصادقين .

ستشكل القوانين الجديدة أساسا فعليا للتنافس الجاد الذي يحتم ويفرض على الأحزاب أن تمتملك رؤية واضحة وقادرة على حشد الناس حولها ، لأن بقاءها سيكون مرهونا بحواضن شعبية تحمل وتتحمل أعباء قناعات سياسية واضحة .

سيخلق هذا القانون بيئة سياسية جادة ومسؤولة تتمتع بالحرية المطلقة في العمل والحشد ومقيدة بثوابت الأمة ومقدساتها .

أحزابا تمتد افقيا كرافعة وطنية تستمد قوتها من رؤيتها حواضنها الشعبية  بعد أن كانت مجرد مراكز تمويل تستمد قوتها من جشعها و نوع وكم الممولين 

محمد افو

تصفح أيضا...