نظمت الأمانة التنفيذية الوطنية لمحاربة السيدا والسل والملاريا يوم أمس الفعاليات المخلدة لليوم العالمي لمحاربة السيدا في مدينة ازويرات بالتزامن مع مهرجان المدن المنجمية.
هذه المناسبة جعلتني أستذكر عشرين عاما مرت على افتتاح مركز الوقاية والعلاج بانواكشوط وهو مركز للتكفل بالأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب.
كنت موجودا منذ اليوم الأول للإفتتاح كأحد أفراد طاقم المركز الذي لم يكن في رأي الكثيرين سوى مشروع ولد ميتا لكن إيمان القائمين عليه بنجاحه ودعم الجهات الوصية جعلا منه وجهة للمرضى. .
عشرون عاما عرف خلالها العلاج تحسنا كبيرا في بلادناوعلى المستوي العالمي حيث تم إعتماد مضادات الفيروس الأكثر تأثيرا عليه والأقل آثارا جانبية علي المريض فالهدف الأول للعلاج هو منع تكاثر الفيروس في جسم المصاب . لمنع انتقال العدوى من الشخص المصاب إلى السليم ومن الأم المصابة إلى وليدها وبما أن هذا الفيروس يستهدف بالدرجة الأولى أهم خلايا في الجهاز المناعى فإن منع ثكاثره هو تحسين لأداء الجهاز المناعي للمريض لتفادي إصابته بأمراض انتهازية قد تكون قاتلة في ظل ضعف مناعته .
في المركز لم تسجل حالة عدوى لأطفال ولدوا للأمهات اللواتي التزمن بأخذ العلاج بصورة منتظمة.و تمكنت الغالبية الساحقة من المرضى من السيطرة على الفيروس حيث كانت نتائج فحوصات تعداد الفيروس في دمهم مشجعة جدا وهو ما ساهم بشكل كبير في الحد من انتشار المرض.
وهذا ما يفسر الشوط الطويل الذي قطعته بلادنا في مجال مكافحة المرض.
وليظل الوضع في تحسن أرجو من السلطات المعنية اضافة الفحص الجيني للفيروس إلى قائمة الفحوصات المعتمدة للتكفل بالمرضي في حالة ارتفاع تعداد الفيروس في دمهم لما لهذا الفحص من دور في قطع الطريق امام محاولة الفيروس خلق طفرات جينية قد يكون بها مقاوما للأدوية.
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أشكر كل من ساهم في إنجاح هذا البرنامج من بدايته وحتى الآن وأخص بالذكر فخامة رئيس الجمهورية ومعالي الوزير الأول و الوزارة الأولى ممثلة في الأمانة التنفيذية الوطنية لمحاربة السيدا لأمينها التنفيذي ولجميع عمالها و لوزارة الصحة لمعالي الوزير وطاقمه والإدارات ذات الإختصاص و للشركاء الدوليين وكذلك لمركز الإستطباب الوطنى إدارة و طواقما طبية والشكر موصول لإدارة وعمال المعهد الوطنى للبحوث في مجال الصحة العمومية ولا يفوتني أن أشكر منظمة الأشخاص المتعايشين مع المرض وكل المنظمات الوطنية غير الحكومية العاملة في المجال.
*محمد محمود عبد القادر*
*مسؤول المختبر بمركز الوقاية والعلاج*