احتضنت الأكاديمية الدبلوماسية في نواكشوط، اليوم الأربعاء ، الاجتماع التشاوري متعدد الأطراف، الذي يضم، بالاضافة إلى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، ممثلين عن المملكة العربية السعودية ، موريتانيا، البحرين ، مصر ، الولايات المتحدة الامريكية، جيبوتي، الاتحاد الأوربي، الايغاد و الاتحاد الافريقي، وذلك تحت رئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج-؛ محمد سالم ولد مرزوك
و قال ولد مرزوك في كلمته التي افتتح بها استلام موريتانيا لملف السودان : إن موريتانيا حريصة على إنهاء النزاع و ما يترتب عنه في هذا البلد الشقيق مشيدا باجتماعات القاهرة و جيبوتي و متفائلا بوصول المسار إلى نواكشوط و هذا نص خطاب الوزير ولد مرزوك:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين
أصحاب المعالي الوزراء
صاحب المعالي رمطان لعمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام المتحدة للسودان؛
أصحاب السعادة السفراء
السيدات والسادة،
يسعدني أن أرحب بكم أحر ترحيب في نواكشوط، التي تحتضن اليوم الاجتماع التشاوري الثالث حول السودان الذي يأتي استكمالًا للمسار التوافقي الذي انطلق من القاهرة وتواصل بجيبوتي؛ وغاية هذا المسار، كما هو معلوم، هو إيجاد حلول ناجعة للأزمة السودانية، ودعم جهود السلام والاستقرار في هذا البلد الشقيق.
إن استضافة موريتانيا لهذا الاجتماع تأتي استجابة لطلب من الأمم المتحدة واستمرارًا للجهود المشتركة التي بدأت في الاجتماعين التشاوريين السابقين، في إطار تنسيق الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى دعم السودان الشقيقوتحقيق تطلعات شعبه المشروعة في الأمن والتنمية والسلام.
وإننا نستحضر ، في هذا السياق، الفقرة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة، التي تؤكد أهمية تسوية النزاعات بطرق سلمية تحفظ السلم والأمن الدوليين، وتعزز احترام السيادة الوطنية للدول.
كما أن انعقاد هذا الاجتماع في بلادنا، يترجم، من جهة أخرى، حرصفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على المشاركة الفاعلة في أي جهد جاد يهدف إلى تذليل العقبات التي تعترض العملية السلمية في هذا البلد الشقيق.، انطلاقاً من الروابط التاريخية العميقة وأواصر الأخوة الراسخة التي تجمع بين الشعبين الموريتاني والسوداني، والتي تستلزم وقوف موريتانيا الدائم إلى جانب أشقائها في السودان.
أصحاب المعالي والسعادة،
إن الاجتماعين السابقين في القاهرة وجيبوتي شكّلا حَجَرَ أساس مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق في التعامل مع الأزمة السودانية. فقد تمخضاجتماع القاهرة عن توصيات جوهرية، أعقبتها خطوات عملية عززت مسار العمل المشترك خلال اجتماع جيبوتي، حيث أكد المشاركون على أهمية توحيد الجهود وضمان إشراك جميع الأطراف الفاعلة في عملية السلام. والأملُ معقود على أن يُسهم لقاؤنا اليوم في نواكشوط، الذي يعكس الالتزام القوي بروح المسؤولية الجماعية، في تعزيز تلك الجهود. ويتطلب ذلك بطبيعة الحال، العمل على تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار كضرورة ملحة لضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات ولوضع أسس سلام مستدام.
ومن أجل بلوغ هذه الغاية، تم التأكيد في أجندة هذا الاجتماع على ضرورة الانطلاق من تقييم موضوعي لما أنجز منذ اجتماعي القاهرة وجيبوتي، والبناء عليه للتقدم نحو خطوات عملية وملموسة لوضع أسس صلبة لتحقيقالسلام والاستقرار المنشودين.
وما من شك في أن نجاح هذه المهمة يتطلب العمل في سياق تكامل الأدوار، وتنسيق جهود الاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، وإيغاد، والأمم المتحدة، ومبادرات منبر جدة ودول الجوار، والدول الشريكة والداعمة، بهدف تقديم رؤية شاملة للمرحلة المقبلة، تلبي تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية.
السيدات والسادة
لابد من التذكير في هذا المقام بالمبادئ الأساسية التي تؤكد على المحافظة على وحدة السودان وسلامة أراضيه وسيادته ومؤسساته الوطنية،والدعوة إلى مسار سياسي شامل يدفع باتجاه إرساء دعائم الحكم الرشيد والسلم المجتمعي.
كما لا يخفى على أحد أن السودان يمر بأزمة إنسانية هي الأكثر إلحاحًا في تاريخه الحديث. إن معاناة المدنيين الذين أرهقتهم سنوات من النزاعات تحتاج إلى استجابة فورية وشاملة، تقوم على تقديم الدعم الإنساني العاجل، وضمان وصول المساعدات دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة؛
هذا فضلا عن ضرورة وضع خطط عملية لإعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد السوداني. ويتعين في هذا الصدد، التشديد على أهمية تنسيق هذه الجهود من خلال آليات فاعلة تضمن التكامل وتتجنب ازدواجية المبادرات.
أصحاب المعالي والسعادة
إن السودان يمر بمرحلة دقيقة من تاريخه تتطلب منا جميعًا مضاعفة الجهود والعمل بروح التضامن والمسؤولية. وعلى جميع شركاء السودان، أن يكونواصادقين في مساعيهم، وملتزمين بمبادئ التنسيق المشترك، بحيث تصب جميع المبادرات في مسار واحد يهدف إلى تحقيق سلام دائم واستقرار شامل.
ختامًا، أود أن أجدد ترحيبي بكم جميعًا في موريتانيا، متمنيًا لاجتماعنا هذا النجاح والتوفيق. وإن حضوركم اليوم يمثل رسالة تضامن قوية مع السودان وشعبه، ويعكس التزامنا الجماعي بالعمل من أجل مستقبل أفضل لهذا البلد الشقيق العزيز، يسوده الأمن والسلام والاستقرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2