لقد تأسس المكتب الوطني للسياحة في موريتانيا عام 2003، ليكون المنبر الرسمي المعني بتطوير القطاع السياحي في البلاد، وعلى مدار السنوات، شهد المكتب العديد من التحديات والصعوبات، من أبرزها المشاكل المالية والديون المتراكمة التي شكلت عبئًا كبيرًا على أداءه الإداري.
ورغم هذه الظروف الصعبة، فإن المكتب استطاع أن يشهد تحولًا جذريًا كبيرا على يد المدير الحالي للمكتب، محفوظ ولد اجيد، الذي تولى إدارته قبل أربع سنوات.
منذ بداية تولي ولد اجيد هذا المنصب، كان المكتب يواجه تحديات ضخمة تراكمت على مدى أكثر من عقد من الزمن، حيث كان يعاني من تدهور في أدائه، بالإضافة إلى حسابات بنكية مليئة بالديون.
ومع تسلم ولد اجيد مهامه كمدير للمكتب استطاع بفضل خبرته وحنكته الإدارية وعلاقته إحداث تغيير إيجابي ملموس لم يسبق له مثيل في تاريخ المكتب الوطني للسياحة، ليس فقط على مستوى إدارة المكتب، بل أيضًا في تحسين وضعه المالي وتنمية القطاع السياحي بشكل عام.
في فترة قصيرة، تمكن ولد اجيد من أن يعيد ترتيب الأولويات ويخطط لاستراتيجيات تسهم في تحقيق نتائج واضحة على أرض الواقع.
من أبرز الإنجازات التي حققها المدير ولد اجيد هو تحسن الوضع المالي للمكتب، فقد تمكن من سداد الديون المستحقة، وتحقيق استقرار مالي للمؤسسة، مما انعكس بشكل إيجابي على أداء المكتب، كما استطاع أن من خلال خططه الإدارية أن يجعل للمكتب أسطولًا من السيارات التي أصبحت جزءًا أساسيًا من عملية الترويج السياحي ونقل السياح داخل البلاد، هذا بالإضافة إلى تحسين ظروف الموظفين الذين عانوا لسنوات نتيجة تدهور المكتب، واليوم أصبحوا في رغد من العيش بفضل الإصلاحات التي أطلقها ولد اجيد في هيكلية المكتب، مما ساهم في رفع الروح المعنوية للعاملين.
لم تقتصر النجاحات التي حققها ولد اجيد على مستوى المكتب فقط، بل شملت أيضًا نجاحات اقتصادية بشكل عام، فقد أشاد العديد من المديرين السابقين للمكتب الوطني للسياحة، مثل الوزير السابق الشيخ أحمد ولد الزحاف والمديرة خدجة بنت الدوه، بالإدارة الحكيمة والتطور الكبير الذي شهدته المؤسسة تحت قيادة ولد اجيد، مؤكدين أن المدير ولد اجيد, استطاع أن يحقق لمكتب السياحة قفزة تاريخية نوعية لا يمكن تجاهلها.
لم يغب رجال الأعمال والمستثمرون في قطاع السياحة عن تقديرهم الكبير لإدارة ولد اجيد، فقد أكدوا لرئيس الجمهورية ولد الشيخ الغزواني في أحد زياراته إلى مدينة وادان، أنهم وجدوا في المدير محفوظ ولد اجيد ما كانوا يبحثون عنه منذ عقود، من تناغم بينهم وبين مكتب السياحة، مثمنين استطاعته بناء جسور من التواصل المستمر معهم لاتخاذ القرارات التي تهم القطاع السياحي، مما عزز الثقة بين القطاعين العام والخاص.
تزامنًا مع هذه النجاحات، تزايدت المطالبات من الفاعلين في قطاع السياحة والأعمال بتحويل المكتب الوطني للسياحة إلى "وكالة وطنية للسياحة"، بهدف تعزيز قدرات المكتب وتحسين أدائه في جذب السياح والمستثمرين الأجانب، إضافة إلى تقديم مزيد من الدعم للقطاع السياحي الوطني.
كما يرى العديد من المعنيين أن هذا التحول سيكون خطوة مهمة نحو تحسين السياحة في موريتانيا، ورفع مستوى الترويج السياحي على الصعيدين المحلي والدولي.
إزاء النجاحات الكبيرة التي حققها ولد اجيد، أصبح هناك إجماع على ضرورة تكريمه نظير جهوده المتميزة، فقد استطاع أن يحقق إنجازات ملموسة في أربع سنوات، إذا ما قُورنت بثمانية عشر عاما من عمر المكتب، فإن فترة إدارة ولد اجيد ونجاحاته ستمثل نسبة 95% مما تحقق للمكتب، وهذا ما جعله يحظى بتقدير واسع من قبل جميع الأطراف المعنية.
إن ما تحقق تحت إدارة ولد اجيد يمثل مثالًا يُحتذى به في كيفية النهوض بالمؤسسات المتعثرة وتحقيق التنمية المستدامة في أي قطاع حيوي في البلد
بقلم عبد الرحمن نوح .