الغزواني: أفريقيا لاتزال عاجزة عن بناء أنظمة تعليمية ذات جودة

ثلاثاء, 10/12/2024 - 15:26

افتتح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الثلاثاء في قصر المؤتمرات "المرابطون"، أعمال المؤتمر القاري  - على مستوى الرؤساء- حول التعليم والشباب والتأهيل للتشغيل في القارة الافريقية
 

واعتبر الغزواني أن هذا الحضور المتميز يؤكد بقوة حرص القارة  الافريقية دولا واتحادا على إحداث تحول نوعي في المنظومات التعليمية يجعلها  من حيث الشمول والمرونة والجودة  أقوى في التمكين للشباب والنساء، وأكثر ملائمة لمتطلبات التنمية وتغيرات العصر المتلاحقة. 
 
وقال إن التعليم هو المحور الأساس في بناء  الأفراد والمجتمعات، وفبه تكتسب المعارف والمهارات وتتهيأ شروط التطور والنما للدول والشعوب، مضيفا أن الاتحاد الافريقي قرر جعل هذه السنة سنة للتعليم، معتبرا أن ما تعانيه افريقيا من صعوبات جمة في رفع التحديات الجسيمة التي تواجهها اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وبيئيا مرده في جزء معتبر منه، إلى عجزها عن بناء أنظمة تعليمية تضمن الشمول والجودة بنحو يرفع فعاليتها في إكساب المعارف والمهارات والتمكين للشباب من حيث التكوين والتشغيل تحريرا لطاقته الابداعية وليكون بحق قاطرة التنمية والإزدهار.

 و أضاف أنه وعلى الرغم من ما بذل في سبيل النهوض بالتعليم إلا أن القارة الافريقية لاتزال هي أكثر تأخرا على طريق تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم، معتبرا أن ضعف نسب النفاذ إلى المدارس  وتدني  نسب الاستبقاء  والنقص  البينُ في البنى التحتية والمدرسين وفي الجودة عموما وفي محدودية استخدام التقنيات المعاصرة التربوية، هو في الغالب ابرز سمات المنظومة التعليمية، وأن مستويات التحصيل العلمي في القارة، متواضعة اذ تبلغ نسبة الأطفال الذين يتجاوزون في نهاية المرحلة الابتدائية مستوى الاتقان المتوسط في مهارة القراءة 35%، وفي الرياضيات 23%.

وقال إن هذا الوضع يفاقم باستمرار النقص الحاد في المدرسين حيث تقدر حاجة القارة من المعلمين سنة 2030، ب 17 مليون مدرس إضافي؛ يضاف  إلى ذلك النقص الملحوظ في البنية التحتية والحاجة الماسة  إلى تطوير المناهج والتوسع في استخدام التقنيات الرقمية كدعامات تربوية،  كل هذا علاوة على ما نشأ عن الازمات الأمنية والاقتصادية والمناخية من تراجع في معدلات التمدرس والاستبقاء خاصة في صفوف البنات والفئات والمناطق الأكثر هشاشة.

 وأكد أن النزاعات  والأزمات الأمنية أدت  إلى إغلاق 9 آلاف و600 مدرسة،  سنة 2020، وحرمان حوالي مليوني طفل من التمتع بحقهم في التمدرس،  وتسبب ضعف منظومات التعليم والتكوين في نقص قابلية الشباب للتشغيل، وفي ارتفاع نسبة البطالة، معتبرا أن أبرز تحديات  الشباب الذي هو الثروة الكبرى، ومحور رؤية تنفيذ أجندة 20 و63  وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال إن هذا المؤتمر القاري يتيح فرصة لتبادل الرأي بين أهل الإختصاص والخبرة حول أهم التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، من حيث مناهج التكوين، والقضاء على التفاوت والفوارق في النفاذ، وكذلك من حيث التمويل والشمول والجودة، معبرا عن التطلع الى ان تنير مخرجات هذا المؤتمر الطريق الى تطوير آليات اكساب المهارات الاساسية واستخدام التقنيات المعاصرة ودعم جاذبية المدارس وأمنها وتأهيل المدرسين ودعم قدراتهم وتحسين ظروف عملهم ورفع مستويات الاستثمار في التعليم وتعزيز الشراكات البينية والمتعددة الأطراف لذلك الغرض.

تصفح أيضا...