تلقت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، (CNDH)، ببالغ الحزن والقلق العميق، نبأ الأحداث المأساوية التي وقعت في كيهيدي إثر المظاهرات التي أعقبت الانتخابات، والتي أدت إلى وفاة ثلاثة شبان محتجزين، وذلك في وقت اختتمنا فيه انتخابات جرت بهدوء وبمسؤولية نموذجية.
نعبر عن أصدق تعازينا لعائلات الضحايا ونتضامن معهم في هذه اللحظات العصيبة. هذه الخسائر تمثل مأساة لأمتنا بأسرها.
تدين اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بشدة كل أشكال العنف وتذكر بأن الحق في التظاهر السلمي هو ركن أساسي من ديمقراطيتنا.
من الضروري أن تؤدي قوات الأمن واجباتها مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وكرامة البشر. نؤكد على أهمية ضبط النفس والاحترافية في أوقات التوتر.
من الضروري التذكير بأن نتائج الانتخابات يجب أن تطعن عبر الوسائل القانونية. يجب أن تتم كل الطعون، إن وجدت، في الأشكال والمواعيد التي ينص عليها القانون، أمام المجلس الدستوري.
نشجع بشدة جميع المرشحين وأنصارهم على اتباع هذا المسار الشرعي لضمان احترام الديمقراطية واستقرار بلدنا. اللجوء إلى الإجراءات القانونية هو أساسي للحفاظ على نزاهة عمليتنا الانتخابية وضمان حل النزاعات بشكل عادل وشفاف.
ندعو السلطات المختصة إلى فتح تحقيق شفاف ومستقل ومحايد لتوضيح الظروف الدقيقة لهذه الوفيات. تنسق اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان متابعة الوضع مع مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان وتلتزم بمتابعة تطورات هذه الحالة عن كثب وضمان احترام حقوق المحتجزين وفقًا للمعايير الدولية والوطنية السارية.
نحث جميع المواطنين على التحلي بالهدوء وضبط النفس، والامتناع عن أي عمل عنيف يمكن أن يزيد من تفاقم الوضع.
في هذه الفترة العصيبة، تعيد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تأكيد التزامها الراسخ بحقوق الإنسان وكرامة كل مواطن. سنواصل العمل من أجل موريتانيا تسودها الديمقراطية والعدالة والمساواة واحترام الحقوق الأساسية.