نص التدوينة

إن أولى التنظيمات السياسية بالقضية الصحراوية، الأحزاب الإسلامية، تنظيم الإخوان المسلمين تحديدا و أذرعه الممتدة غربا و شرقا، شمالا و جنوبا ..ذلك أن هذه الأحزاب تدعي الاحتكام لكتاب الله عز و جل و تدعو علنا-و الله أعلم بما تسر-إلى تطبيق الشريعة الإسلامية. و القضية الصحراوية صراع بين طائفتين من المسلمين، و قد قال الله تعالى في محكم تنزيله:" و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل و أقسطوا إن الله يحب المقسطين" صدق الله العظيم .
فماذا فعلت الأحزاب الإسلامية، و هي معنية بموجب كتاب الله و أوامره عز و جل فيه بالتدخل في حل صراع الطائفتين المسلمتين؛الشعب الصحراوي و النظام المغربي ؟؟ هل حاولوا الصلح بينهما يوما ؟ و هل قاتلوا التي بغت؟؟
ما حدث هو التنكر التام لقضية شعب يعاني منذ عقود، هذا التنكر الذي أضر بالطائفة المظلومة و زاد من غي الباغية .
و إن أولى التنظيمات الخيرية باللاجئين الصحراويين، التنظيمات الخيرية الإسلامية، فاللجوء و الشتات قدر على الصحراويين بغض النظر عن أسبابه.
قال تعالى :" للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا و ما تنفقوا من خير فإن الله به عليم ". فماذا أنفقت الجمعيات الخيرية الإسلامية على مدار أربعة عقود على أطفال و نساء و شيوخ الشعب الصحراوي في مخيماته؟
لا يسجل تاريخ اللاجئين الصحراويين زيارة جمعية عمل خيري عربية واسلامية واحدة باستثناء ما كان من الجزائر الشقيقة، ما من بئر هنا او مزرعة أو خيمة او حبة دواء .. مصدرها جمعيات المسلمين الخيرية.
و إن أولى الشعوب بالشعب الصحراوي و قضيته الشعب الموريتاني، و أولى الأحزاب الإسلامية-إن هي اهتمت أصلا-بالقضية الصحراوية الحزب الاسلامي في موريتانيا؛تواصل، هذا أنه و بالإضافة لوجوب التحكيم السابق الذكر، هناك روابط الرحم و الجوار.
أين حزب تواصل من القضية الصحراوية؟
فإن كانت تعاليم الإسلام مبادئ للعمل للسياسي، فماذا عن تعاليمه من عمل الحزب تجاه حالة الشعب الصحراوي؟ أين العلماء و الفقهاء من اللاجئين المحتاجين للمحاظر و الكتاتيب و تكوين العلماء ؟ أين كانوا من اللاجئين و قد حرموا من مناسك الحج حتى 2009؟؟
هل يسمح الدين الحنيف بالمحاباة فيه و تقديس المصالح الدنيا عن تعاليمه؟؟
#فهل_من_مدكر