تستقبلك ساحة لفنا، بمدينة مراكش، بمدخل كبير مبلط بالكامل، على أديمه تشاهد حركية كبيرة، يرسم أهلها لوحات رائعة، فهذا يببع و ذاك يشتري و تلك ترقص و ذا يغني، و آخرون يتحلقون حول اربعيني يداعب ثعبانا، على إيقاع طبول و موسيقى مغربية شعبية.
تشكل ساحة لفنا الواقعة بوسط مدينة مراكش، صرحا ثقافيا كبيرا و جهة سياحية محببة لدى آلاف الزوار الأجانب و العرب و المغاربة، حيث يطلع زوارها على نماذج حية و حيوية و جاذبة، من الثقافة المغربية الأصيلة، موسيقى غناء و حكايات و بها يتبضعون، مختارين حاجياتهم من من المعروضات (مختلف الصناعات الخزفية و الجلدية و الخشبية و الملابس المغربية).
للفنون بساحة لفنا، جمهور واسع و ممارسون خبراء، يقدم كل منهم، ما جادت به قريحته و وصلت إليه إبداعاته. بشير (الصورة) فنان مغربي. ابتدع نمطه الفني الخاص، حيث يقوم في نفس الوقت بدور أعضاء فرقة موسبقية كاملة، فهو يغتي و يعزف الغيتار و البيانو و يضرب الطبول عبر رجليه و ينفخ في الناي...و على اغاتيه يتمايخ زوار ساحة جامع لفنا و يهدونه دراهم كل حسب هواه، و رغم ان في مهنته تعب كثير، فإن بشير يعيل اسرته من ما حادت به اياجي مشاهدي حفلاته اليومية بالساحة.
الحكواتيين و مروضو الأفاعي و القردة، يقدمون عروضهم، تقريبا كما يقدمها الفنان بشير، فتراهم يداعبون الافاعي و يضعونا على اكتاف الزوار، مقابل هدايا، تكثر و تقل حسب القدرة المادية للزائر و الحكواتيون يحكون بنفس الطريقة. و كل هذا و غيره من تحويه المدينة الحمراء (لقب مراكش) من الآثار و التراث، جعل المدينة تختل مكانا متقدما بين المدن الأكثر حضورا في لائحة التراث العالمي (اليونيسكو).
يرتبط تاريخ ساحة الفنا إبعهد تأسيس مدينة مراكش سنة (1070-1071)، حيث بنيت الساحة في عهد الدولة المرابطية خلال القرن الخامس الهجري كمنطقة للتسوق، و تطورت اهميتها، بعد تشييد مسجد الكتبية (بعد قرن) حيث استغلها الملوك و السلاطين لاستعراض جيوشهم و تجهيزها قبيل الانطلاق للمعارك، ومنذ ذلك التاريخ وهي تعد رمزا خاصا لمدينة مراكش.
باباه ولد عابدين - مراكش (المملكة المغربية) - مراسلون