هناك مدخل ضروري لتفهم السياق الإستراتيجي الذي فرض إنشاء مقاطعة بنشاب و لايمكن الحديث عن هذه المقاطعة دون المرور به، فخلق هذه المقاطعة جزء من فكر استراتيجي ذي أبعاد وطنية محضة ،لذلك ضمن هذه المقاربة لا فرق بين مقاطعة بنشاب و غابو المطلة على الحدود وانبيكت أحواش والشامي...الخ
وضمن هذا المنظور تتنزل مقاربتنا للموضوع لذلك
لن نتحدث في هذا السياق عن ولاية الخير اينشيري ولا لما لهذه الولاية من الفضل على عموم البلاد...
لن نتحدث عن معادنها النفيسة من المحاظر العلمية العريقة وما تميزت به ارض الرحال هذه من الأبطال والأولياء والعلماء ولا عن مقابر دارسات احتضنت تربتها رجالا عظماء دخلوا التاريخ من بابه الواسع ...
سنتحدث فقط عما يثأر حول مشروعية مقاطعة بنشاب..
فعلى الذين يستكثرون استحداث مقاطعة بنشاب ان يأخذوا الحقائق التالية بعين الاعتبار:
ان ولاية اينشيري هي الولاية الوحيدة في الوطن التي ظلت ولعقود من الزمن بلا مقاطعة ثانية تتبع لها،فأين نخوة من تتعالى اصواتهم ضد إنشاء حاضنة إدارية لها مقومات الوجود وعوامل الاستمرار ؟
ان مقاطعة بنشاب لها مقومات إقتصادية هائلة ، فهي أرض المياه المعدنية فائقة الجودة ، وتحتضن إحدى كبريات شرائك الذهب العالمية ( تازيازت ) وهي كذلك حاضنة لثورة حيوانية معتبرة وتطل على المحيط الأطلسي ولها نصيبها من الثروة السمكية ومركز امحيجرات المستحدث سيمثل شريانا اقتصاديا قويا للمقاطعة فميناء "تانيت" سيتحول إلى مركز تجاري فهو لامحالة يعد باستقطاب غير مسبوق للسفن العملاقة.
هذا على مستوى مقومات الوجود وهناك ملاحظات أخرى لابد من تتبعها الواحدة تولى الأخرى :
- ان التقسيم الإداري الذي تم بموجبه إنشاء مقاطعة واد الناقة ألحق الكثير من ساكنة اينشيري ومن هم في سجل اكجوجت بواد الناقة بحكم التداخل الاجتماعي والجغرافي فالمتكلم مولود في واد الناقة وبقية افراد اسرتنا من مواليد اكجوجت بالاضافة إلى مقابر سلفنا الصالح ، وهذا يصدق على الكثير من ساكنة اوليكات وسأكنة الشطرالشمالي من مقاطعة واد التاقة بصفة عامة،
-وفيما يخص تاريخ العمران فإن بنشاب يعتبر من أقدم التجمعات الحضرية في المنطقة فقد عرف التقري في نهاية الخمسينات ، فلعلمكم الخاص أسست مدرسته بنشاب سنة 1958 - 1959 من طرف البطل الشريف أحمد سالم ولد صمب وكان أول مدرس فيها ومديرها الأول هو العالم واللغوي والفتى والمعلم المزدوج محمد سالم ولد المعمر ( سليل العلامة المختار انجبنان أول من ألف في بلاد شنقيط )،وكانت هذه المدرسة في خيمة مثل خيمة الاستقلال فيما بعد، وكانت ثاني مدرسة تليها في ولاية اينشيري انذاك مدرسة اوليكات المؤسسة سنة 1960من طرف نفس الرجل المنحدر من نفس القرية ، المعلم والمدير والعالم محمد سالم ولد المعمر رفيق البطل احمد سالم ولد صمب وخليله.
واستمرت مدرسة بنشاب بعد ذلك في سنوات الاستقلال امع الوجيه والشيخ المغفري الحكيم المعلم الشيخ ولد سيد أحمد لحمد عيشة مد الله في عمره و ليستمر العطاء تحت رعاية رجالات أقوياء آخرين مثل الشريف امربيه ولد عابدين
والملاحظة الأخيرة أنه بالمقارنة مع مقاطعات أخرى من مقاطعات الوطن نلاحظ تفوق مقاطعة بنشاب في مجالات كثيرة منها الكم الديمغرافي والجدوائية الاقتصادية على هذه المقاطعات ... فلماذا لاننتبه لتلك الفوارق ؟
والسؤال المطروح أليس من حق تجمع حضري عمر مدرسته الابتدائية ستين سنة ان يتحول إلى مقاطعة؟
والسؤال الثاني أليس من حق ولاية اينشيري ان تكون بها مقاطعة ثانية غير عاصمتها ؟
فأي درجة وصلنا إليها من الأنانية وسوء الظن بالتاس وعدم الاعتراف بالجميل ؟