يضطلع الإعلام بدور أكبر في العملية التنموية وتحسين الوضعية السياسية والحالة العامة للساكنة من حيث قدرته علي عكس اهتمامات وانشغالات المجتمع الذي يعمل في إطاره خاصة في ظل التعددية السياسية ووضع القرية الكونية التي جعلت للخصوصية قيمتها .
ومن هنا يتعزز دور الإعلام المحلي في التأريخ لهذه المناطق وأحداثها والتعريف بها ، و النهوض بها والاهتمام بأخبارها، من خلال المساهمة في بناء الوعي السياسي والثقافي والتنموي، و كذا المشاركة في تحسين المستوى المعيشي للسكان فضلا عن الوقوف إلى جانب المظلومين والمهمشين ، بل والمحاولة الدائمة لإ كتشاف المواهب المختلفة وتنميتها وتطويرها ودمجها في النسيج الاجتماعي. ويزداد الأمر أهمية في ظل إنشاء قطب استثماري يدعي المنطقة انواذيبو الحرة بموجب القانون رقم 01 / 2013 بتاريخ 2 يناير 2013 .
ويعني هذا القطب التنموي إلي تحسين الإطار العام للأعمال والاستثمار بواسطة تقديم ترسانة قانونية ومؤسسية حيث توفر للمستثمرين جميع الضمانات اللازمة من اجل جذب الاستثمار وتشجيع النهوض بالقطاع الخاص وتطوير البني الأساسية ودفع التنمية إلي الأمام وخلق فرص عمل جديدة وتطوير القيمة المضافة .
بيد أنه يمكن القول أن وسائل الإعلام الوطنية وخاصة المحلية منها وعلي مدي سنوات قيام القطب التنموي التنافسي 2013 ـ 2018 عانت من نواقص وملاحظات بنيوية و مهنية حيث لم تستند في معظم تغطيتها لشأن المنطقة الحرة إلي استراتيجية إعلامية واضحة وليقتصر التعامل من قبلها مع هذا الملف علي نشر أخبار وتقارير هنا وهناك ، وأحيانا دون التزام بمعايير مهنية المادة الإعلامية مما يفرغ هذا الملف من مضمونه ولا يعطيه الأهمية التي يجب أن يحظي بها ، كما هو الحال مثلا مع المواد المعفية من الرسوم الجمركية .. ومشروع الصرف الصحي ..وإشارات المرور والقطب السياحي في كبانو 1. وقضية النظافة ويكاد يجزم المتابع لملف التغطية لقضايا المنطقة الحرة أنها لا تحظي باهتمام كاف في الوسائط الإعلامية الوطنية لاعتبارات عديدة يتعلق بعضها بالسياسة التحريرية ،
والحيز المخصص للقضايا المتعلقة بالأقتصاد والتنمية ، وغياب مختصين في المجال الاقتصادي والتنموي . ومن جهة فإن جزءا من المسؤولية قد يلقي علي عاتق الإعلاميين الذين يتولون المعالجات الإخبارية حيث تقتصر معظم التغطيات عادة علي الطابع الخبري في الغالب متناسين أو متجاهلين وجود أنماط صحفية أخري قد يؤدي اللجوء لاستخدامها لمنافع اكبر في كونها تعطي معلومات أكثر وتحاول وضع يدها علي الإشكالات المحيطة بالقضية أو الحدث مع محاولة التقصي لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات .
كما هو الحال في التحقيقات واستبيانات الرأي العام والتقارير الموسعة بعيدا عن اللغة الدعائية والخشبية ووالقوالب الجاهزة . ومن ناحية أخر ي لا تبذل معظم المؤسسات المحلية نظرا لمركزية الإعلام جهدا كافيا لتحريك الإعلام بما يخدم تشكيل الرأي العام وتوجيهه من خلال تغيير الثقافة المجتمعية تجاه قضية الاستثمار في المنطقة الحرة أو ترسيخ اعتقاد إيجابي نحوها .
ويري المختصون في المجال الإعلامي إلي أن أغلب هذه المؤسسات تعزز تقصير جوانب التغطية الإعلامية إلي سياستها التحريرية التي تعتمد نقل الأخبار فقط حيث يقتصر دور الصحفي علي تغطية حدث ما دون البحث في معطيات هذه الأخبار والتعامل معها بعمق وهو أمر لا ينسجم مع مقتضيات التنمية والواقع المحلي والمجتمعي والدور المتنامي لوسائل الإعلام الجماهيري في ظل منافستها من وسائط االتواصل الاجتماعي الأخري. ومن هنا ينضاف بعد جديد في وظيفة الصحافة المحلية من أجل المساهمة الفعالة في إ نجاح مشروع المنطقة الحرة ومنعه من الانزلا قات وهو ما يتطلب وجود مقاربة تنموية مندمجة تدعم تكوين نواة لإعلام محلي يواكب التحولات التي تعرفها مدينة انواذيبو بالشكل الذي يتلاءم مع احتياجات المجتمع ، وفي نفس الوقت يضعه علي سلم التطور الحضاري ، كما يعكس التفاعل مع االمنظومات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بطريقة توضح تكامل أجزاء النظام المجتمعي و يقلل من الصعوبات والتوترات إلي ادني حدود من خلال توعية وتوجيه الراي العام حول قضايا واتجاهات مشروع المنطقة الحرة وانعكاساته المرتقبة علي المدين القريب والمتوسط .