نخلد هذه الأيام الذكرى 105 لمعركة من أكبر معارك المقاومة ضد المستعمر الفرنسي هي معركة البيرات التي وقعت يوم 10/1/1913 في آحميم في ولاية إينشيري حاليا بين جيش المقاومة وفرقة جمالة أطار بقياة الملازم مارتين ..وحسب ما أورده المؤرخ الطالب أخيار ولد الشيخ مامينه في كتابه : الشيخ ماء العينين ، علماء وأمراء في مواجهة الاحتلال الأوربي وجاء في كتابات وتقارير القادة الاستعماريين فقد أبيدت فيها فرقة الجمالة وغنم منها المقاومون 15000 طلقة ومئة مدفع سريع الطلق واستولوا على 500 من الابل ومخزونها من الأغذية .. وقد أطلقت عليها الصحافة الفرنسية هزيمة البيرات الساحقة كما أنها هزت الرأي العام الفرنسي ورفعت عاليا الروح المعنوية للمقاومين ودفعت الكثيرين الى الانخراط في المقاومة ..
تقول الكاتبة Désiré - Vuillemin في كتابها مساهمة في تاريخ موريتانيا م 1900 الى 1934 ص 199 ما نصه : "للانتقام من هزيمة البيرات وفرض السيطرة ولاستهلاك الذخائر لم يتردد المقدم Mouret ، فقد غادر يوم 9 فبراير أطار وتوجه الى الشمال.. " فيما أطلق عليه حملة العقاب ولكنها كانت هزيمة مروعة أخرى فلم يحصد فيها Mouret إلا الهزائم ..
وتأتي ذكرى هذه المعركة الفاصلة ونحن نرفع علما جديدا يمجد أبطال المقاومة ونحظى بنشيد وطني يمجد تضحيات المقاومة ويحث الأجيال الحالية على الدفاع عن الوطن .. وكل هذ بفضل فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي اعلن منذ توليه السلطة جملة من المبادرات التاريخية لإعادة الاعتبار لحقبة المقاومة الوطنية المجيدة.. وقد تم تتويج تلك المبادرات بالاستفتاء على التعديلات الدستورية الخاصة بتغيير العلم والقانون المتعلق بتغيير كلمات النشيد الوطني ..
وهي أيضا مناسبة لدعوة الباحثين الى الاستجابة لنداء الرئيس التاريخي من مدينة الرشيد سنة 2016 من أجل إعادة كتابة تاريخ المقاومة و الشروع الفوري في جمع المعلومات عن حقبة المقاومة ونشرها للمواطنين كتراث باذخ من أمجاد وتضحية آبائنا وأسلافنا رحمهم الله..
الرئيس
سعدبوه ولد محمد المصطفى