مراسلون / أعلن يوم امس عن الحكومة الثالثة للوزير الأول محمد ولد بلال و الرابعة في المأمورية الأولى للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني و هي و إن حملت أسماء جديدة بعضها يتسم بالكفاءة و تتوقع منه الحيوية فان العارفين بدهاليز السياسة يعتقدون ان هذه الحكومة ستحيي بعض الصراعات بين أجنحة النظام التي ظهرت نهاية العام الثاني من المأمورية خاصة بعد تعيين المختار ولد اجاي الحليف المقرب من وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك و الذي يعتبر تعيينه رسالة سلبية لرجل النظام القوي وزير الداخلية محمد احمد ولد محمد الأمين و حتى للوزير الأول محمد ولد بلال الذي كان يتحفظ دائما على الرجل رغم ما تفرضه اكرهات السياسة من مجاملات بينهما ، فضلا أن التعيين الجديد يعتبر ضربة قوية لرئيس البرلمان الجديد محمد ولد مكت الذي أصبح أحد أركان النظام و إن حملت في ظاهرها نوعا من التوازن بين أحلاف لبراكنة التي يطفو صراعها على المشهد الوطني .
الصراع المتصاعد ..
بدأ الخلاف خجولا بداية سنة 2021 على إثر بعض الإشكالات المتعلقة بتسيير أحد القطاعات قبل أن يتطور خاصة في ظل انحياز رئيس الحزب الحاكم الأسبق سلطان ولد الطالب اعمر و الوزير يحيى ولد احمد الواقف لجناح محمد احمد حيث دخلا الحكومة .. الأمانة العامة للرئاسة و وزارء الزراعة و المياه كحليفين رئيسين لمحمد احمد فضلا عن وزير الإسكان سيدي احمد ولد محمد الذي انحاز له و ابتعد عن ولد مرزوگ و الوزير المختار ولد داهي الذي لم تستطع عواصف السياسة إخراجه من الحكومة في ظل عدم الاتفاق على بديل له من الوسط الاجتماعي
تعزز الصراع بعد إحداث توازن فيه على إثر تكليف ماء العينين ولد اييه المقرب من ولد اجاي و ولد مرزوك حيث تحكم الاثنان خاصة ولد اجاي في ترشيحات الحزب الحاكم على مستوى نواكشوط و لبراكنة و بعض المناطق الأخرى
وقد أدى اعتماد ترشيح ولد اجاي لشخصيات منافسة لترشيحات الوزير محمد احمد إلى خروج الصراع عن ما في النفوس و بدأ يترجم بإجراءات ميدانية و رسائل هنا و هناك ، ويقال ان ولد اجاي كان يدافع باستماتة عن من يقترح بينما لم يولي وزير الداخلية اهتماما زائدا بالموضوع ..
و فضلا أن حبل الود لم يتصل يوما بين الرجلين محمد احمد و ولد اجاي فسيكون لبعض المعطيات كبير الأثر في اذكاء الصراع و تعميقه
1- كون ولد اجاي سيشغل منصب مدير الديوان كوزير هذه المرة يحضر مجلس الوزراء و هو ذات المنصب الذي كان يشغله الوزير محمد احمد لازيد من سنتين و ما قد ينجم عن ذلك من احياء للملفات القديمة خاصة ما يتعلق منها بملف العشرية التي كان ولد اجاي احد المتهمين فيها فضلا عن التنافس الطبيعي ايهما اكثر جدارة
2- أدى دخول اجاي الى إخراج وزيرين من المقربين من محمد احمد أولهما ولد الواقف بحكم انتماءهما لذات الوسط الاجتماعي و الثاني محمد ولد امعييف بحكم أنهما من نفس المقاطعة (مقطع لحجار) و ان كان وزير الداخلية عوض احدهما بإدخال نائب عدل بكرو السيد احمديت ولد الشين
3- كما يعتبر دخوله اغضابا لرئيس البرلمان الجديد محمد ولد مكت الحليف المقرب من محمد أحمد
صافرة الوزير محمد ولد بلال ..
يعتقد البعض ان للوزير الأول محمد ولد بلال دور في خروج بعض الوزراء الذين يتهمون بانهم نافسوا في مناطقهم الحزب الحاكم أمثال وزير الثقافة محمد ولد اسويدات و هو حليف محلي لولد اجاي و وزير التعليم إبراهيم فال ولد محمد الأمين الذي لم يشفع له حسن اداءه و هو نفس الحال لوزير التحول الرقمي المختار ولد احمد اليدالي فيما تمكن ولد بلال من انقاذ صديقه في الحكومة محمد ولد عثمان وعينه وزير دولة في الرئاسة
فيما تم التخلص من الوزير كان عثمان وهو احد الأعضاء الذين لم يكونوا على ود مع الوزير الأول
و بالنظر الى ان من بين الوزراء الجدد و السابقين من يتمتع باستقلالية نسبية الا ان اغلبهم يدخل في احد الاجنحة النشطة
- مثل جناح وزير الداخلية و ولد بلال
- و جناح وزير الخارجية و ولد اجاي
كما ان بعض الوزراء يتبع لاجنحة صامتة أخرى مثل جناحي
- وزير الدفاع حننا ولد سيدي الذي يحسب عليه وزير الشؤون الإسلامية و بعض الشخصيات النافذة في الجهاز التنفيذي
- و الوزير الأمين العام للرئاسة مولاي ولد محمد الاغظف الذي كان له دور في التشكلة كما كان له دور سابق في الترشيحات وان كان تاثيره اقل
اما السؤال اليوم فهو : هل تعمد الرئيس غزواني أن تضم حكومته كل هذه التناقضات كي يضمن اجماعا من نوع اخر و ان بطريقة جذب الأقطاب كما كان يفعل معاوية ولد الطايع ام ان الاكراهات فرضت عليه الوضع الحالي فرضا و السؤال الأهم كيف سيدير كل هذه الصراعات في فترة غير بعيدة من الحملة الانتخابية..؟!!