ستبكي فتى شنقيط منا اللطائف
إذا جال فكر أو بنا طاف طائف
ويبكيه جذع النخل ما لاح باسقا
ببيداء فيها جردته العواصف
وتبكيه من حب البلاد وعزها
تلائد أخلاق وتبكي صحائف
ويبكي لفقد الشيخ كل منافح
له صولة لا تعتريها النواسف
وما عاش يوما من تركن خانعا
و ما مات من قد خلدته المواقف
فإن كان غير عاش بالشعر كسبه
وفكرته فيه تبدت زخارف
فإنك قد ذللت كل صعابه
لكل ضعيف غادرته العواطف
فكنت له جنبا لجنب مآزرا
بعينيك ترعاه ودمعك واكف
وكنت لأهل الله حبا وذاكرا
لعهد تليد شيدته الغطارف
وإن كان في غر الشباب فراقه
فتلك لعمري حادثات خواطف
ولكننا راضون والحال منشد
فلله حمد وهو لا شك خالف
يقيض للأهلين خير خلافة
تسير على نهج الألى وتؤالف
وبارك في الأبناء بعدك في الورى
ولا زال سر الحب فيهم يصادف
صلاة على المحبوب ما اشتاق مادح
إلى قربه يوما فراقت لطائف
أبا العباس المشري